رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا ترفض الإخوان تطبيق قوانين اللجوء في الإسلام لحماية أنصارها من أيمن نور؟..«الشريعة» تمنح الجماعة فرصا بالجملة لحل الأزمة وديًا..وباحث: الدين في عرف التنظيم للدعاية والحشد السياسي واستغف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تفاقمت أزمة قناة الشرق، إحدى أذرع جماعة الإخوان الإرهابية خارج مصر؛ وطرد أيمن نور مجموعة من معارضيه، بمجرد تمردهم على فروض الولاء والطاعة الموضوعة مسبقا؛ فمثل «نور» لا يرى إلا ظله، ونصب نفسه الخبير الوحيد في السياسة والتاريخ والإدارة والمعارضة، وكيفية التصدى لها، من أقصر الطرق، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الأزمة:


أين المنظور الإسلامي للإخوان في القضية، ولماذا لا تطبق الجماعة قوانين اللجوء في الإسلام على مجموعة تابعة لها، تواجه خطر الطرد في الخارج، والمحاسبة القانونية في الداخل؟

ما معنى اللجوء في الإسلام؟
تتعدد معاني اللجوء، وتنزيله على الفقه، فالتراث الإسلامي لم يشمل بابًا واضحًا تحت اسم اللجوء أو اللاجئين؛ وهو الأمر الذي فطن إليه الدكتور عرفات ماضي شكري، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الفلسطينية الأوروبية، الذي أصدر كتابًا مؤخرا يحمل نفس العنوان، للبحث عن تأويل ديني لهذه الأزمة، التي لم ترد مطلقا في القرآن بالمعنى الحديث للكلمة.

في التراث الإسلامي، هناك ما هو أوسع احتواء للاجئين، من مواد معاهدة جينيف للاجئين، التي تحدد بعناية من هو اللاجئ، ومن الذي يقدم له الحماية القانونية، وشروطها، وذلك استنادا لأحاديث نبوية، ولكن الإخوان التي تقول أنها تستمد أفكارها من روح الشريعة الإسلامية، تجاهلت معارضي نور، الذين أعلنوا العداء لمؤسسات الدولة المصرية، انتصارا لقضية الجماعة، الباطلة من الأصل، وإلا ما كانت وصل الأمور إلى هذا الحد.

منح الشريعة للإخوان
لم تستغل الإخوان مِنّح الشريعة، لحماية أبناءها والمتضامنين معها من بطش أيمن نور، ولو بالالتفاف واستخدام الدين كعادتها؛ لاحتواء إناس وثقوا فيها، وأيدوها وانساقوا خلف شراكها؛ للوقوف معها في الاصطفاف الوهمي من خارج البلاد، ورفضت تطبيق نظام «الملجأ الإجباري» في الشريعة، وهو نظام يعطي لها إجازة في احتواء هؤلاء، مهما كان لديهم غلو في معارضة سياساتها، طالما أنها ترى أخطارا كبرى تعترض طريقهم، وهو أمر ينطبق على معارضي نور، الذين سيواجهون شبح التشريد خلال أسابيع قليلة، ولا يجدون إلا تجاهل تام من الجماعة وأعوانها.

خلف الكواليس، تتحجج الإخوان لمن يفتح معها خطوط اتصال لحل أزمة قناة الشرق، أنها لا يمكنها التصرف بحرية في بلد له قوانين وسيادة، ويجب الالتزام بها بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها، ونسيت الجماعة أنها تروج دائما النموذج التركي، على أنه وجه ناصع البياض للفكرة الإسلامية، التي تفرض عليهم وفقا لقوانين اللجوء في الإسلام، منح اللاجئ في كل أقاليم «دار الإسلام» حقوقا كاملة، ولو من خلال الأفراد أنفسهم، الذين بإمكانهم تقديم سبل الدعم الكامل لأي شخص يرونه في حاجة إلى مساعدة، بمعزل عن الدولة ومؤسساتها.

جماعة انتهازية
يقول إبراهيم ربيع، القيادي المنشق عن الجماعة، أن الشريعة في فكر وتصرفات الإخوان، مجرد دعاية هابطة، تستخدمها للحشد السياسي، ولكنها على أرض الواقع، جماعة انتهازية، تمارس أحط أنواع الجشع، ولا تجمع المقربين منها إلا على لغة المصالح، موضحا أنها تتبع أشد قوانين الرأسمالية تطرفا، مع أنها تشوه فيها ليل نهار، وتسوق معارضتها للفكرة، لجمهورها من الفقراء.

ويرى ربيع، أن معارضي نور، يدفعون ثمن الوقوف في صف جماعة إرهابية، سبق التحذير منها كثيرًا، موضحا أن الإخوان لا تختلف كثيرا عن داعش والنصرة، وكافة الجماعات المتطرفة، التي خرجت من عباءة الإخوان بالأصل؛ فهؤلاء جميعا برأيه إما أن تكون معهم وتتوحد مع رأيهم وتصرفاتهم، وإلا قتلوك وقدموا لحمك للكلاب، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية