يوميات خليفة نتنياهو في تل أبيب.. موشيه كحلون ينحدر من أصول ليبية.. وشغل مناصب عدة في الحكومة الإسرائيلية.. يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين لكنه يرفض أي تنازل عن القدس الشرقية
سطع نجمه في الآونة الأخيرة كأبرز منافس لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وتنبأت استطلاعات الرأي بأن يكون هو الزعيم القادم للكيان الصهيونى في ضوء تهم الفساد التي تحاصر نتنياهو من كل اتجاه، له أصول ليبية، شغل منصب وزير الاتصالات، ثم وزير الرفاه في حكومة الاحتلال، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة.. إنه السياسي الإسرائيلي، موشيه كحلون.
النشأة
التربية والنشأة في بيئة معينة يكون لها تأثير بالغ الأثر فى الشخص إلا من شربوا وتجرعوا أفكار ومفاهيم الصهيونية، فرغم نشأتهم في أحضان الدول العربية فإن ولاءهم الأول والأخير يكون لدولة الكيان الصهيوني المحتل، وهكذا الحال مع كحلون الذي ينحدر من أصول عربية حتى النخاع لأن أبويا عاشا كل حياتهما في ليبيا وتمتعا بخيرات هذه الدولة واحتوائها لهما، إلا أنه مع قيام دولة الاحتلال، تبرأ الوالدان من أصولهما العربية على الفور وفرا إلى الأراضي المحتلة عام 1949 وورثا نكران الجميل لنجلهما كحلون الذي ولد في عام 1960 في الخضيرة ذلك الحي الفقير في مدينة حيفا بفلسطين، ليكون من أشد المدافعين عن الاستيطان الصهيوني الغاشم.
فقير
نشأ كحلون في بيئة فقيرة وهو الأخ الخامس من بين سبعة إخوة، بدأ حياته العملية في عمر الرابعة عشر، حيث عمل صيادًا للسمك، وفى عام 1987 التحق كحلون بجيش الاحتلال وانضم لفيلق "العتاد" وسرح من صفوفه عام 1986م وبعد ذلك أنشأ محلا لبيع قطع غيار السيارات، لم يكمل تعليمه بعد الثانوية، إلا بعد أن أتم عامه الـ 36 ودرس العلوم السياسية في جامعة حيفا، ثم درس القانون والتحق بمعهد التخنيون للدراسة في مجال السيارات.
بداية عمله السياسي كانت في عام 2003 حينما شغل منصب نائب رئيس الكنيست، وذلك حتى عام 2006، بعد ذلك شغل منصب وزير الاتصالات في الفترة ما بين عامي 2009 و2012، ثم شغل في عام 2011 منصب وزير الرفاه في الفترة ما بين 2011 و2012 بالتوازي مع منصب وزير الاتصالات، انسحب من حزب الليكود عام 2102، وأسس في عام 2014 حزبًا سياسيًا جديدًا يسمى "كولانا".
رئيس مركز الليكود
رغم أن نتنياهو عينه في عام 2005 لمنصب رئيس مركز الليكود وانتخب رسميًا لهذا المنصب في عام 2008 فإنه بعد انسحابه من الحزب وتأسيس حزب جديد شن هجومًا لاذعًا -ولا يزال- ضد نتنياهو وسياساته، وأعلن في وقت سابق أنه يسعى إلى القيام بثورة اقتصادية بإسرائيل ليغير أمورًا عديدة لمصلحة الصهاينة، علمًا بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تصفه بأنه وزير الاتصالات الذي غير نهج شركات الاتصالات بالقوانين الجديدة التي جعلت المنافسة قوية والأسعار أقل، إذ سن قوانين خاصة متصلة بقطاع الهواتف المتحركة، أسهمت في تخفيض فواتير المستخدمين بنسبة وصلت إلى 90% منذ عام 2009.
واعتبر الإعلام أن إجادة كحلون للغة العربية ستسهل مهمة التفاوض مع الفلسطينيين، ورغم ميوله الصهيونية فإنه أقل حدة من نتنياهو الذي يكره العرب ويكره التفاوض معهم، فإن كحلون يجيد إلى حد ما فن التفاوض، ويحاول الوقوف عند منطقة وسط مع العرب، التقى مؤخرًا رئيس الحكومة الفلسطينية، رامى الحمد الله، وأصبح ضيفًا مرغوبًا فيه في رام الله بسبب ذلك، وتناول اللقاء مع الحمد الله خطوات اقتصادية ومدنية لتحسين وضع الفلسطينيين في قطاع غزة، كما ناشد كحلون الفلسطينيين مطالبًا بالعودة إلى طاولة المفاوضات وإيقاف مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها وسيطًا بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهذا لا يعني أنه -حتى إن وصل للحكم- سيحيد عن السياسة الرسمية لدولة الاحتلال لأن اليمين الصهيوني لن يسمح لأحد بذلك.
استطلاعات الرأي
استطلاعات الرأي الأخيرة داخل دولة الاحتلال أثبتت أن كحلون جعل حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو يتراجع أمامه، ووفقًا لآخر الاستطلاعات فإن حزب كحلون سيحصل على 29 مقعدًا، إذا أجريت الانتخابات في الوقت الراهن.
وأثار كحلون غضب نتنياهو مؤخرًا من خلال عرض قدمه بصفته وزير المالية الإسرائيلى يضمن تخفيفًا من عبء الضرائب التي تدفعها العائلات الشابة في دولة الاحتلال، والذي يشمل زيادة مئات الشواكل للرواتب الشهرية للعاملين الذين لديهم أطفال صغار، والتخفيف من عبء الدفعات التي يدفعها أولياء الأمور الشباب للأطفال الأكبر سنًا مقابل حضانة أطفالهم بعد الظهر.
ومن بين الأمور التي أغضبت نتنياهو من كحلون أيضًا كان تلميحه مؤخرًا إلى وجود اتصالات بينه وبين دول عربية كبرى لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما اعتبره أنصار نتنياهو محاولة من كحلون للمس بنتنياهو ودق إسفينًا ضده وإظهاره أنه رافض للسلام ولا يبذل جهدًا لدفعه قدمًا.
ورغم محاولات إظهار نفسه بالمعتدل أكثر من نتنياهو، فإنه معروف في خطابه السياسي بأنه مؤيد شرس للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبمعارضته للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005، كما أنه يرفض تقديم أي تنازل عن القدس الشرقية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المرتقبة.
"نقلا عن العدد الورقي..."