رئيس التحرير
عصام كامل

آثار كفر الشيخ في قبضة الإهمال.. كنوز الإقليم السادس في الدولة الفرعونية «في الشارع».. 48 تلا أثريا في مهب الريح.. ومحطة الملك فاروق العتيقة تحولت إلى وكر للمدمنين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

محافظة كفر الشيخ قديمًا كانت الإقليم السادس من أقاليم الوجه البحري، وتضم من المناطق الأثرية؛ العاصمة القديمة، وهي “خاسوت” الفرعونية “ضاحية سخا الحالية التابعة لمدينة كفر الشيخ”، وهناك أيضًا العديد من المناطق الأثرية المهمة التي تشغل أطلالها حاليا نحو 2000 فدان من الأراضى الأثرية بمختلف أرجاء المحافظة، عبارة عن تلال أثرية أشهرها تل الفراعنة بدسوق، وتل قبريط بفوة، وتل الخنزيرى بالرياض، وتل سيدي سالم، وتل الجلاجل ببلطيم، وتلال سنجار، ومسطروة، والكوم الأخضر ببحيرة البرلس.



آثار مهملة
أغلب المناطق الأثرية التي تنتشر في العديد من مدن وقرى محافظة كفر الشيخ تعاني الإهمال الشديد ولا تجد من يحميها، حيث يوجد بالمحافظة 49 تلًّا أثريًّا على مساحة نحو 2000 فدان منتشرة بالعديد من المراكز بخلاف متحف الآثار المهمل بمدينة كفر الشيخ الذي استمر العمل به أكثر من 10 سنوات.


الآثار والجن
تظهر في محافظة كفر الشيخ بين الحين والآخر حرائق مجهولة في بعض القرى، كان آخرها الحرائق التي شهدتها “قرية 17” بالحامول، ومن قبلها إحدى القرى بمركز سيدى سالم، وغيرها من القرى.

وأرجع الكثيرون تلك الظاهرة الغريبة إلى أن الأهالي يعلمون أن كفر الشيخ من المحافظات التي عاش بها الفراعنة لأعوام طويلة، بل ويعلمون أبرز الأماكن التي تشتهر بوجود آثار بها، وهو ما يجعلهم يسعون جاهدين للتنقيب عن تلك الآثار أسفل منازلهم، مستعينين بالدجالين والمشعوذين من أجل فتح أبواب المقابر الفرعونية، وهو ما ينتهي بهم إلى غضب الجن أو حارس المقبرة “بحسب قول الأهالي” وإشعاله النيران في منازل من يقوم بذلك، وبرغم تكرار تلك الحوادث بين الحين والآخر فإن هوس التنقيب عن الآثار والثراء الفاحش أصبح يطارد الكثيرين.

فوه
وتعد مدينة فوه من أهم المدن ذات طابع السياحة الدينية في مصر، حيث تضم ٣٦٦ مسجدًا بعدد أيام السنة، كما أن تاريخها يمتد لعصر الأسرات الفرعونية، حيث تعتبر ثالث مدينة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، فمن حيث الآثار الدينية تضم مجموعة من المساجد أشهرها القنائي وسيدى أبو المكارم، والأمير حسن نصر الله، وكان مدرسة لتعليم الفقه على المذاهب الأربعة في العصر المملوكي، ومسجد سيدي عبد الله البرلسي، ويعتبر من أقدم المساجد بالمدينة، وسمى “العمري” نسبة لفاتح مصر عمرو بن العاص.


محطة الملك فاروق الأثرية
لم ينتهِ الإهمال فقط عند ذلك بل وصل لقلب مدينة كفر الشيخ، حيث تعد محطة الملك فاروق، والمطلة على شريط القطار بمنطقة منشأة فؤاد، من أبرز المظاهر الدالة على انهيار التاريخ الملكي، حيث أصبحت المحطة عبارة عن وكر للمدمنين، وبالرغم من تسلم الآثار للمحطة من هيئة السكك الحديدية، فإنها لم تقم بتجديدها لعدم وجود ميزانية.


سخا.. وأزمة المتحف
منطقة آثار كفر الشيخ تكشف أن المحافظة تحظى بالعديد من الأماكن الأثرية والتي لم يتم اكتشافها بعد، لا سيما مدينة “سخا”، والتي من المرجح أن يكون مدفونًا أسفلها عدد كبير جدا من الآثار والمقابر الفرعونية.

منذ عدة سنوات تبرعت محافظة كفر الشيخ لوزارة الآثار بالأرض المقام عليها هذا المتحف مجانا، وهى أرض أملاك دولة، ومساحتها 2000 متر مربع، وسعر متر الأرض الآن يتجاوز الـ100 ألف جنيه، وقد بلغت تكاليف إنشاء المتحف 60 مليون جنيه، ولكن تقاعس الوزارة عن تشطيب المتحف وافتتاحه أدى إلى ضياع الكثير من آثار كفر الشيخ.

من جانبه، أوضح جمال سالم، مدير عام منطقة آثار كفر الشيخ، أنه للأسف، ولعدم وجود متحف يحمي الآثار المبعثرة بكفر الشيخ، تمكن البعض من سرقة 79 قطعة آثار بتل الفراعين، حيث اختفت 52 قطعة أثرية متنوعة، وألقي القبض على الجناة، كما تعرض تل الفراعين للسرقة والسطو أيام ثورة يناير 2011، واختفت 27 قطعة أثرية متنوعة، وتم ضبط الجناة، لكن لم يتم إعادة القطع الأثرية لتصرفهم فيها.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية