رئيس التحرير
عصام كامل

«جماعات المصالح والرئيس».. قوى سياسية تدعو إلى حزب رئاسى وتعديل فترة الحكم.. صادق: شعبية السيسي أكبر من أي تكتلات سياسية.. والغول: 4 أحزاب تكفى.. و«فهمى»: غباء سياسي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ما كان تسريبات أو اجتهادات صحفية قبل شهور، يبدو أنه في طريقه ليكون واقعًا لا يقبل تشكيكًا، فقد انتهت الانتخابات الرئاسية على خير، ووضعت أوزارها في سلام، واتفق الناخبون على أن يقود الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد لولاية ثانية، مدتها، وفقًا لدستور 2014، أربعة أعوام، غير أن هناك من بدأ يفكر في تعديل هذه المادة لتكون الفترة الرئاسية 6 سنوات.


هذا المقترح الذي يتبناه حزب “مستقبل وطن” ليس هو المتغير الوحيد على المشهد السياسي، بل تجددت معه خلال الأيام القليلة الماضية دعوات بإنشاء حزب للرئيس، يكون داعمًا وظهيرًا سياسيًا له، رغم أن الانتخابات الأخيرة أثبتت أن الشعبية الجارفة التي يحظى بها تغنيه عن أية أحزاب أو تكتلات سياسية. ائتلاف “دعم مصر”، صاحب الأغلبية في مجلس النواب يبقى هو الأوفر حظًا في أن يتحول إلى حزب الرئيس، وقد تلحق به أحزاب سياسية أخرى مثل “مستقبل وطن” وغيره، ولا يخفى على أحد كثرة الأحزاب السياسية في السنوات الأخيرة حتى زادت على المائة حزب، دون فاعلية أو تأثير يُذكر.

القيادية بحزب “مستقبل وطن” النائبة سحر صدقى، تدافع بقوة عن فكرة دمج الأحزاب السياسية، وتراه أمرًا مطلوبًا خلال الفترة المقبلة، مشددة في تصريحات لـ “فيتو” على أنه لا توجد دولة بها هذا العدد الكبير من الأحزاب، لا سيما أن أكثر من 99% منها بلا تأثير، غير أنها لم تنفِ أو تؤكد إمكانية دمج “مستقبل وطن”، مع “دعم مصر”، حال تحول الأخير إلى حزب سياسي.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد المستشار مصطفى الطويل، يرى أنه من الصعب دمج الأحزاب السياسية في كيان واحد، مستبعدًا أن يتنازل رؤساء عدد من الأحزاب عن الرئاسة لشخص واحد، غير أنه استدرك لافتا إلى أن الأحزاب الناشئة والصغيرة قد تقبل بذلك.

وشدد “الطويل” في تصريحات لـ “فيتو” على أن حزب الوفد لن يكون طرفًا في هذا الدمج من قريب أو بعيد، ولن يتنازل عن تاريخه وهويته العريقة!

القيادى بائتلاف “دعم مصر” النائب محمد الغول، دافع بطبيعة الحال عن الدمج، مقترحًا أن يتم دمج الأحزاب الحالية في 4 أحزاب على الأكثر، تغليبًا للمصلحة الوطنية، لكن الغريب كان استبعاده أن يكون للرئيس حزب سياسي، مفضلًا أن يبقى الرئيس على مسافة واحدة من الجميع!!

وفى شأن توسيع الفترة الرئاسية لتكون 6 سنوات بدلا من 4 سنوات، وصف أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية الدكتور سعيد صادق، الدعوات المطالبة بذلك بـ “العبثية والهزلية”، مؤكدًا أن أصحابها لا يوقرون الدساتير ولا يحفظون لها كرامتها. واعتبر أن من وصفهم بـ “جماعات المصالح” هم من يقفون وراء هذه النوعية من الأفكار، منوهًا إلى أن الرئيس السيسي نفسه، أعلن أكثر من مرة رفضه المساس بالدستور.

ولفت “صادق” في تصريحات لـ “فيتو” إلى أن تحول ائتلاف “دعم مصر” إلى حزب تابع للرئيس ليس له فائدة في الوقت الحالى خاصة بعد انتخاب السيسي وفوزه بأغلبية ساحقة، مؤكدا أن الحزب لن يقدم أي دعم جديد للرئيس في ولايته الثانية والأخيرة بحسب الدستور الحالى.

وتساءل “صادق”: ما الفائدة التي تعود من تأسيس الحزب الآن؟ وما الذي سيقدمه للرئيس والبلد إلا إذا كان هناك أشخاص يسعون لمصالح خاصة؟ مؤكدا أن الرئيس السيسي ليس بحاجة إلى دعمهم في ظل دعم جميع مؤسسات الدولة وتكاتفها مع الشعب وراءه.

أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، أكد أن السيسي ليست له علاقة بالدعوات التي تطالب بإطالة الفترة الرئاسية إلى 6 سنوات، مؤكدًا أن الرئيس أعلن كثيرًا احترامه للدستور وعدم رغبته في المساس والعبث به.

ووصف “فهمى” في تصريحات لـ “فيتو” هذه الدعوات وتوقيتها بـ “الغباء السياسي”، متسائلًا: إذا كان الرئيس السيسي حسم الانتخابات الأخيرة باكتساح فلِمَ الحديثُ الآن عن العبث بالفترة الرئاسية التي نص عليها الدستور؟

أستاذ العلوم السياسة شدد على أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن الرئيس السيسي لا يحتاج إلى أحزاب أو تكتلات سياسية تدعمه، لأنه يحظى بالشعبية الطاغية التي تغنيه عن جماعات الضغط وأصحاب المصالح الشخصية.

على الشاطئ الآخر من النهر.. دافع رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور إكرام بدرالدين،، عن فكرة إنشاء حزب سياسي للرئيس، منوهًا إلى أن تحول ائتلاف “دعم مصر” إلى حزب سياسي ودمج حزب “مستقبل وطن” معه، فضلا عن عدد من الأحزاب السياسية الأخرى، سيعمل على تكوين حزب سياسي قوى ومؤثر وفاعل وقادر على القضاء على مشكلة ضعف الأحزاب التي تعانى منها مصر حاليًا.

"نقلا عن العدد الورقي.."...
الجريدة الرسمية