رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب كومي يكشف الليالي الحمراء لترامب في روسيا

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد نحو ثلاثة أشهر على صدور الكتاب المثير للجدل "نار وغضب"، داخل بيت ترامب الأبيض" للأمريكي مايكل وولف، والذي أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشخص مهووس، كان ترامب على موعد مع كتاب جديد يعتبره "كاذبا" و"أنانيا" ولا يبحث إلا عن أناس "لديهم ولاء مطلق له".


ومن المتوقع أن تستقبل المكتبات بعد أيام قليلة، وفقا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية كتاب السياسي الأمريكي البارز جيمس كومي، بعنوان "الولاء الأعلى.. الحقيقة والأكاذيب والقيادة"، وأن يثير جدلا أكبر من الجدل الذي أثاره كتاب "نار وغضب" لأسباب عدة، على رأسها أن كاتبه هو المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي).

ويصف كومي في كتابه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشخص الذي تحركه الأنانية، وبالكاذب بالفطرة، ويعتبره قائدًا ذا أخلاق سيّئة.

وتؤكد الصحيفة البريطانية، أن الكتاب كل واحدة من صفحاته تنقل صورة بشعة عن ترامب، وتجعل تصرفاته أقرب لأساليب المافيا منها لأساليب رئيس دولة.

ولم يصدر كتاب كومي، بشكل رسمي حتى الآن، ولكن عددا من وسائل الإعلام العالمية نجحت في العثور على نسخ منه، وإحداها صحيفة "الجارديان"، التي حصلت على نسخة من الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، من بائع كتب في نيويورك.

وبحسب الصحيفة، فإن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق يصف في كتابه رحلته الأولى إلى برج ترامب في يناير 2017، لإطلاع الرئيس المنتخب على ملف يتناول علاقاته بروسيا، وهو ملف أنجزه الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل.

ويروي كومي في الكتاب أن ترامب طلب منه التحقيق في معلومات قالت إنه كان بصحبة عاملات جنس روسيات في أحد فنادق موسكو في عام 2013.

ويزعم كومي أن ترامب طلب منه تدمير المعلومات التي جمعها الجاسوس البريطاني في ملف، لأنها تضر به، وحتى لا تأخذها زوجته ميلانيا على محمل الجد.

ويشبه كومي رئاسة ترامب بأنها أشبه بحرائق الغابات، وكرر استخدم مصطلحات متعلقة بعالم المافيا لوصف الأساليب التي يقوم بها ترامب، خصوصًا فيما يتعلق برغبته في إنشاء فريق لديه ولاء مطلق له.

وفي خاتمة الكتاب، يبدي كومي رأيه في ترامب، معتبرا أن "أمريكا تدفع ثمنًا باهظًا لانتخابات 2016"، واصفًا الرئيس بأنه غير أخلاقي، وغير ملتزم بالصدق والقيم.

وبحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" من الكتاب، فإن كومي وصف الرئيس الأمريكي بأن لديه هوسا بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه، ورأى أن زعامة ترامب تستند إلى الغرور فقط.

كما يكشف كومي تفاصيل تتعلق باجتماعاته مع ترامب، فيما يتصل بالتعامل مع ملف قضية استخدام هيلاري كلينتون بريدًا إلكترونيًا خاصًا في مراسلاتها المهنية عندما كانت وزيرة للخارجية، قبل انتخابات عام 2016.

ولفت كومي إلى أن ترامب سعى لطمس الخط الفاصل بين تطبيق القانون والسياسة، وحاول الضغط عليه بشأن تحقيقه في ملف روسيا والانتخابات.

ويأتي كتاب كومي في فترة حرجة سائدة بين ترامب والبيت الأبيض من جهة، وبين مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي من جهة أخرى، إذ يشعر ترامب بالغضب من مداهمة مكتب محاميه مايكل كوهين، التي حدثت مؤخرًا، قائلًا إن ما حدث "هجوم على بلدنا بالمعنى الحقيقي، هذا هجوم على ما نؤمن به جميعًا”.

وفي محاولة للتشويش على ما ورد في الكتاب، أطلق الحزب الجمهوري موقعًا على الإنترنت يحمل اسم كومي الكاذب، نشر فيه شهادات وتصريحات لشخصيات سياسية، جامعها المشترك الإساءة إلى المدير السابق لـ"إف بي آي".

ويصدر الكتاب بعد 11 شهرًا من طرد ترامب لجيمس كومي بشكل مفاجئ في شهر مايو الماضي، بحجة أنه غير قادر على "قيادة المكتب بشكل فعال"، وكان كومي يقود التحقيقات المتعلقة بالروابط المحتملة بين حملة ترامب ومسؤولين روس.

ونشر البيت الأبيض آنذاك رسالة وجهها الرئيس الأمريكي إلى كومي يقول فيها: "أعلمتني في ثلاث مناسبات أنني لن أكون موضع تحقيق، وأنا أقدر ذلك، إلا أنني أرى أنك غير قادر على قيادة المكتب بشكل فعال".

واختار كومي يوم الثلاثاء المقبل لإطلاق كتابه، وهو اليوم الذي أقال فيه ترامب كومي، لذا يمكن اعتبار الكتاب ردا من المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي على إقالته التي وصفها الكثيرون بالمهينة.
الجريدة الرسمية