تباين الموقف الدولي بعد ضرب سوريا.. الناتو يدعم.. إسرائيل تشمت وتبرر العدوان.. روسيا تدين العمل العسكري.. إيران تحمل المسئولية لواشنطن.. وتركيا ترحب
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم السبت، كل الدول الأعضاء إلى "ضبط النفس" والامتناع عن كل عمل من شأنه التصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا.
وقال غوتيريش في بيان "أدعو كل الدول الأعضاء إلى ضبط النفس في ظروف خطرة، وتجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد للوضع وتزيد من معاناة الشعب السوري". وأرجأ غوتيريش رحلة مقررة له إلى السعودية بعد الضربات الغربية.
◄ موقف الناتو
أكد حلف شمال الأطلسي في بيان صباح السبت، في بروكسل دعمه للضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا. وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج في البيان "أدعم تحركات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد منشآت وقدرات النظام السوري للأسلحة الكيماوية".
وأضاف أن هذه الضربات ستقلص قدرة النظام على شن هجمات أخرى على الشعب السوري بأسلحة كيميائية التي أدانها الحلف معتبرها انتهاكا واضحا للمعايير والاتفاقات الدولية الأمر الذي تجب المحاسبة.
◄ تعليق إسرائيل
واعتبرت إسرائيل أن الضربات "مبررة"، قائلة إن النظام السوري يواصل "أعماله المجرمة". وقال مسئول إسرائيلي "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال العام الماضي إن استخدام أسلحة كيماوية سيعني انتهاك خط أحمر. وهذه الليلة وبقيادة أمريكية، تحركت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا نتيجة لذلك"، مؤكدًا أن "سوريا تواصل أعمالها المجرمة والضربات "إشارة مهمة" لإيران وسوريا وحزب الله.
◄ انتهاك القانون الدولي
وزارة الخارجية الروسية رأت أن سوريا التي قاومت لسنوات "عدوانًا إرهابيًا" استُهدفت بالعملية العسكرية الغربية، بينما كانت لديها "فرصة لمستقبل سلمي".
وكتبت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا على فيس بوك "تم توجيه ضربة إلى عاصمة دولة تتمتع بالسيادة حاولت لسنوات طويلة الصمود وسط عدوان إرهابي والضربات الغربية تأتي "بينما كانت لدى سوريا فرصة لتتمتع بمستقبل سلمي"، في إشارة إلى استعادة القوات الحكومية السورية جزءًا كبيرًا من الأراضي التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب روسي كبير قوله اليوم السبت إن الضربات انتهاك للقانون الدولي ومن المرجح أنها تهدف إلى منع مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أداء عملهم.
ونقلت إنترفاكس عن قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشئون الدولية في المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي وصفه هذه الضربات الجوية بأنها هجوم لا أساس له على حكومة ذات سيادة.
◄ طهران تدين
ومن جانبها، حذرت طهران، حليفة دمشق، "بحزم" من "التداعيات الإقليمية" للضربات. وقالت الخارجية الإيرانية في بيان نقلته وسائل الإعلام "لا شك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسئولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".
◄ تبرير أمريكي
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه أصدر أوامره بشن "ضربات دقيقة" على أهداف في سوريا مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية، وذلك بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا. وجاء توجيه الضربات ردًا على الهجوم المفترض في نهاية الأسبوع الماضي على بلدة دوما، خارج دمشق، والذي قال ترامب إنه "تصعيد كبير" في الصراع هناك.
وقال ترامب أيضًا إن لديه رسالة للحليفين الرئيسيين للحكومة السورية وهما روسيا وإيران. وتساءل "ما نوع الأمة التي تريد أن ترتبط بالقتل الجماعي للرجال والنساء والأطفال الأبرياء؟". وأضاف أن الضربات الأمريكية "بسبب عجز روسيا عن لجم ديكتاتور سوريا".
ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه لا بديل عن استخدام القوة العسكرية في سوريا لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري"، محملةً دمشق المسئولية عن الهجوم الكيماوي المفترض في دوما. وأضافت ماي أن الضربة محدودة وضد أهداف معينة ولا تمثل تصعيدًا آخر للتوترات في المنطقة.
وبدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الفرنسية "تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية".
◄ ترحيب تركي
وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ترحب بالعملية الثلاثية الأمريكية الفرنسية البريطانية على سوريا، صباح اليوم السبت على منشآت ومراكز سورية.
وأكدت أنقرة أن هذه الضربة تمثل رد فعل مناسب ضد الحكومة السورية.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل