رئيس التحرير
عصام كامل

«الصندوق الجديد».. مصدر رعب لـ«نتنياهو» وحكومته

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

باتت الأزمات تحاصر حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو خاصة بعد اتهام نتنياهو في عدد من قضايا الفساد إلى جانب المظاهرات المتكررة من جانب الإسرائيليين للمطالبة بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.


وفضلا عن هذا وذاك تظهر منظمة إسرائيلية تحت مسمى "الصندوق الجديد لإسرائيل" أو كما أطلقت عليها وسائل الإعلام العبرية منظمة "المسيح الدجال" وهي تعتبر المنظمة الأكثر كرها لدى رئيس حكومة الاحتلال، واليمين الإسرائيلي، ونقطة أخرى هامة وهي أن هذا الصندوق مشارك في كل مجال تقريبا في إسرائيل تعمل فيه منظمات اجتماعية مدنية.

التمويل الأجنبي

ويعتبر نتنياهو "الصندوق الجديد لإسرائيل" عدوا إسرائيليا، ومؤخرا ازدادت اتهاماته ضدها، الأسبوع الماضي – بحسب موقع المصدر الإسرائيلي، وكتب نتنياهو في صفحته على فيس بوك: "الصندوق الجديد لإسرائيل" هو منظمة أجنبية تحصل على دعم دول أجنبية وجهات معادية لإسرائيل والهدف الأسمى لهذا الصندوق هو التخلص من طابع دولة إسرائيل اليهودي".

30 مليون دولار
ويخصص هذا الصندوق سنويا مبلغ 30 مليون دولار تقريبا، بسبب الهجوم الذي شنه نتنياهو ضده، وافتتح حملة تسويقية لتجنيد الأموال، إذ ربما سيؤدي هذا الهجوم بشكل ساخر إلى زيادة حجم التبرعات للمنظمة الإسرائيلية، حيث يوزع الصندوق الأموال التي يجندها على منظمات تعمل في إسرائيل في المجالات التالية: "حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مكافحة العنصرية، الحرية الدينية، المجتمع العربي في إسرائيل، ودفع الحوار الديمقراطي".

وبدأ "الصندوق الجديد" عمله في عام 1979، في أمريكا وعمل فيه أقل من 10 عمال، برئاسة يهود أمريكيين سعوا إلى دعم إسرائيل في مجالات يؤمنون بها، في عام 2010، وعمل في الصندوق أكثر من 130 موظفا، وفق تقرير الصندوق عام 2010، منذ تأسيسه في عام 1979 قدّم أكثر من 250 مليون دولار إلى نحو 850 منظمة مختلفة.

ولكن في عام 2010، بدأ اليمين الإسرائيلي باعتبار نشاطات هذا الصندوق خيانة، ترأست منظمة يمينية حملة تسويقية نعتت فيها نشطاء الصندوق الجديد بـ"جواسيس" يسعون إلى تدمير دولة الاحتلال.

وفي أعقاب ذلك، توقف بعض السياسيين الإسرائيليين عن المشاركة في مؤتمرات ونشاطات يمولها الصندوق الجديد، ورفضت بعض المنظمات المدنية الإسرائيلية متابعة تلقى التمويل من الصندوق.

حقوق الفلسطينيين
ويعرف الإسرائيليون منظمات كثيرة مختلفة تحصل على دعم الصندوق الجديد، قائمة بأسماء جزء من المنظمات التي يدعمها الصندوق الجديد: ""بتسيلم" وهي منظمة توثق انتهاك حقوق الفلسطينيين، ومركز "عدالة" القانوني الذي يعمل من أجل حقوق المواطنين العرب في إسرائيل، وهاتان المنظمتان معروفتان بانتمائهما إلى اليسار ومعارضتهما لاحتلال الضفة الغربية، من جهة أخرى، يدعم الصندوق منظمات خيرية، وجمعية تابعة لعضو كنيست من حزب الليكود، تعمل على دعم يهود إثيوبيا.

دعم اليسار الليبرالي

هناك ادعاءان أساسيان لدى اليمين الإسرائيلي ضد "الصندوق الجديد لإسرائيل"، الأول هو أن نشطاءه والمنظمات التي يدعمها تدفع قدما وجهة نظر اليسار الليبرالي، التي لا تتماشى مع المبادئ التي تدفعها الحكومة الإسرائيلية الحالية قدما، وذلك بحسب تقارير عبرية أن هذا هو السبب الأساسي لكراهية نتنياهو لتلك المنظمة وكل من يعمل وفق أيديولوجية لا تتماشى مع أيديولوجيته، ولكن هذا لا يجعل نشاطات الصندوق الجديد لإسرائيل غير شرعية – بحسب التقرير الإسرائيلي.

تدخل حكومات أجنبية
والادعاء الآخر ضد هذا الصندوق هو الأخطر، ويشير إلى أن الصندوق يشكل منفذا لتدخل حكومات أجنبية في السياسة الداخلية الإسرائيلية وأنه يحصل على أموال من جهات أجنبية، ومنها الاتحاد الأوروبي والحكومات الغربية، ويستغلها للتأثير على السياسة الإسرائيلية، مثلا حول النزاع بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
الجريدة الرسمية