أنقذوا المحافظات بتسليمها للجيش
كنتُ أتصور أن القاهرة وحدها هي التي طرأ عليها هذا التغيير الجذري بعد أن تحولت إلى قرية مهملة غير قادرة بأهلها على الحياة غير أن هذا التصور انهار أمام ما رأيته بأم عينى من إهمال يفوق التصور داخل مدينة «المهزومة»، والتي كانت حتى وقت قريب وقبل وصول هذا المحافظ إليها تسمى المنصورة.. المنصورة لم تعد منصورة وإنما باتت منكسرة، محطمة، مهملة. تغطى شوارعها كل ملامح القبح والهوان.
لا أعرف من الذي ترك هذا الرجل في مكانه بعد أن أصبحت المنصورة تلك المدينة الحيوية بأهلها وعلمائها وخبرائها.. بناسها وتاريخها نسيا منسيا.. شاخت المنصورة واكتست شوارعها بتجاعيد الإهمال واللامبالاة.. وأصبحت وكأنها قرية من العصر الحجري.. أضحت مضمارا للفوضى والعبث واللامبالاة.
عدت إلى القاهرة أجوب شوارع الزمالك التي تعبث بها يد التجديد الفوضوي المزعج ورصيف يعاد صياغته بلصوصية مدهشة.. نعم رصيف الزمالك الذي يتجدد الآن تظهر عليه علامات الفساد.. دون أن تكون متخصصا سترى رصيفا ننفق عليه ملايين الجنيهات من أجل أن يكون أكثر سوءا.. انتقلت إلى ضاحية المعادى التي كانت بهية لأرى بأم عيني كيف تهدمت الفيلات ليزرع مكانها أبراج تقضى على نعاسها ورونقها وبهائها.. فأين ذلك الرجل الذي يوصف بأنه محافظ؟ ربما كان محافظا على نفسه داخل مكتبه.
تعود الصور المهملة لمدينة المنصورة تسيطر على ما تبقى مني فأنطلق مناديا بتسليم المحليات إلى آلة البناء الوحيدة في بلادنا.. سلموا المحافظات ومشروعاتها إلى الجيش فهو الأمل الوحيد لمواجهة الفساد الساكن في محافظات مصر المظلومة.