رئيس التحرير
عصام كامل

الأسد يحبس أنفاسه في انتظار ضربة أمريكية.. شوارع دمشق تخلو من المارة على غير العادة.. إجازة لمعظم موظفي المؤسسات الحكومية.. والأجهزة الأمنية تعلن حالة الاستنفار

فيتو

تعيش العاصمة السورية دمشق حالة ترقب من قصف أمريكي ربما يطال مناطق داخل العاصمة وعلى أطرافها. يذكر أن الرئيس دونالد ترامب كتب في تغريدة أن الهجوم على سوريا، "قد يكون وشيكا جدا أو غير وشيك على الإطلاق".

تشهد دمشق حركة خفيفة منذ ثلاثة أيام في حين قامت الحكومة السورية بتجهيز مقرات طوارئ لإداراتها وإخلاء العديد من المقرات الحكومية المهمة بالتوازي مع تخفيض عدد الموظفين في كثير من الإدارات.

شوارع العاصمة دمشق تشهد حركة بسيطة ليس كما هي العادة، بل هي أقرب إلى حركة حذرة، وخلت أغلب شوارع العاصمة ومداخلها الرئيسية من الازدحام المعتاد.

مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية أكدت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن العديد من المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية في وسط العاصمة، وضعت في حالة استنفار وجاهزية على مدار الساعة، تحسبا لاحتمالات استهدافها بالضربة العسكرية الأمريكية.

وعمدت مؤسسات أخرى إلى تقليص عدد موظفيها الموجودين على رأس عملهم، وذلك من خلال منح غالبيتهم إجازة حتى بداية الأسبوع المقبل.

وأضافت المصادر أن مؤسسات أخرى بعضها ذات طابع إعلامي جهزت مقرات الطوارئ الخاصة بها المزودة بجميع التقنيات، لنقل مكان العمل إليها فور وقوع أي ضربة عسكرية.

وقال إبراهيم علي البالغ من العمر 29 عامًا، يعمل موظفا في شركة خاصة وسط العاصمة دمشق "منذ ثلاثة أيام ومع تصاعد التهديدات الأمريكية على سوريا، يعيش سكان العاصمة وأطرافها، حالة من القلق والخوف من قصف أمريكي ممكن أن يستهدف مواقع داخل العاصمة دمشق".

وأضاف علي "حالة خلو الشوارع اليوم تذكرنا بأيام سقوط القذائف بالعشرات على العاصمة دمشق، حتى السيارات والمارة حركتهم سريعة، واختفى الاختناق المروري في منطقة البرامكة وجسر فكتوريا وسط العاصمة، بصراحة هناك حالة من الخوف والقلق، وخروج البعض نهارًا لاعتقادهم أن ضربة أمريكية إن حصلت ربما تحصل ليلًا".

ويعتبر عماد عبد الرزاق (45 عامًا) يعمل في شركة حكومية أن "التهديد بضربة أمريكية على سوريا، يأتي بعد انتصار الجيش السوري وتحريره مناطق في محافظة دير الزور وتدمر، ووصولًا إلى الغوطة الشرقية وعين الجيش على محافظة درعا ثم بقية المناطق".

ويضيف عبد الرزاق لـ"د ب أ "بعد أن فشل المشروع الأمريكي وشركاؤه في سوريا، ربما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لابتزاز الدول التي طلبت الضربة، وتحديدا دول الخليج، لعله يحصل على أثمان أكبر حال هذه الضربة إن وقعت كحال ضربة مطار الشعيرات التي دفعت ثمنها السعودية مليار دولار" بحسب تعبيره.

المواطن السوري كمال حسين (55 عامًا) من محافظة اللاذقية يقول "التهديدات بالقصف الأمريكي على سوريا بمثابة صراع روسي أمريكي، وسبب حالة استنفار كبيرة في القواعد الروسية، ولم نعد نشاهد جنودا روس في مدينة اللاذقية، المعركة هي روسية أمريكية على أرض سوريا، واعتقد أن الصواريخ ستسقط قبل وصولها إلى أهدافها".

ربا الناصر، معلمة تقول لـ (د ب أ) "تهديدات أمريكا هي حلقة من حلقات حرب السبع سنوات التي تعيشها سوريا، وتأتي هذه الضربة المتوقعة لإظهار آخر فصيل مسلح وهو جيش الإسلام بمظهر المنتصر بعد رضوخه للخروج من دوما".

وتضيف "لا مبررات للقيام بمثل هكذا عدوان على الدولة السورية خاصة أن مزاعم الهجوم الكيماوي لم يتم التحقق منها".

علاء يحيى من ريف حلب الشمالي "تهديدات أمريكا بضربات جوية على سوريا، هي مسرحية لا أكثر، لقد أبلغ الروس قبل قصف مطار الشعيرات بعدة ساعات، وتم سحب جميع الطائرات والآن يعاد ذات السيناريو".

محمد حمود طالب جامعي "غطت التهديدات الأمريكية على الجميع لقد نسينا انتصار الغوطة، ونسينا المختطفين في الغوطة، اليوم حديث الجميع متى ستكون الضربة وأين".


ويضيف حمود "غادرت بعض العائلات مدينة دمشق إلى محافظات أخرى، لكن ليست بأعداد كبيرة خوفا من ضربة أمريكية وذلك لاعتقادها أن الضربة ستطال العاصمة دمشق دون سواها".


يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كتب على حسابه على موقع تويتر، إنه لم يتحدث أبدا عن موعد هجوم على سوريا، وأشار إلى أنه "قد يكون وشيكا جدا أو غير وشيك على الإطلاق".

وأضاف "لم أتحدث أبدا عن موعد شن هجوم على سوريا، قد يكون وشيكا جدا أو غير وشيك على الإطلاق!... على أي حال، قامت الولايات المتحدة، تحت إدارتي، بعمل عظيم هو تخليص المنطقة من تنظيم داعش، أين/ شكرا أمريكا؟".

وتهدد الولايات المتحدة ودول غربية بشن ضربة ضد مواقع سوريا ردا على ما قالت منظمات إغاثة إنه هجوم كيماوي استهدف منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي.

وكان ترامب كتب على تويتر "لقد تعهدت روسيا بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي يتم إطلاقها على سوريا. استعدي يا روسيا، لأنها قادمة.. ستكون بارعة وحديثة وذكية".

ح.ز/ ع.خ (د.ب.أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية