رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم العناني يكتب: ذكرى الإسراء والمعراج

فيتو

بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج كتب المؤرخ إبراهيم العناني مقالا في جريدة الأهرام عام 2005 قال فيه:


كان المسلمون منذ عصر المماليك في ذكرى الإسراء والمعراج يجتمعون رجالا ونساء في المساجد وينشرون الأنوار بتعليق المشاعل والفوانيس والشموع، وتفرش المساجد البسط وعليها الأواني والأباريق التي امتلأت بالمشروبات التي اعتاد الناس احتساءها في هذه المناسبة ويستمعون إلى مشاهير القراء وهم يرتلون آيات القرآن الكريم ويسهرون على التواشيح الدينية وتوزع الصدقات من الوالى على الفقراء.

وامتدت الاحتفالات بهذه الذكرى في العصر الحديث عبر وسائل الإعلام، لقد كانت هذه الرحلة معجزة وتكريما من الله تعالى لنبيه، ومن خلال هذه الزيارة تؤكد أن القدس الشريف عربية إسلامية، ويقصد بالإسراء الرحلة التي أكرم الله تعالى نبيه بها من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس.

أما المعراج فهو ما أعقب الإسراء من العروج به إلى السماوات العلا في ليلة واحدة، جاءت هذه الليلة بعد اثنى عشر عاما من نزول الوحي على رسول الله، ولقي في هذه السنوات الكثير من العذاب.

لكن حدث أن توفى عمه أبو طالب ثم توفيت زوجته خديجة وقد حزن الرسول لموتهما حزنا شديدا لكنه كان يسأل الله تعالى العون والصبر، وقد أراد الله تعالى أن يخفف عنه فحدثت معجزة الإسراء والمعراج وكانت يوم 27 رجب وفيها ذهب جبريل إلى الرسول وأتى به إلى المسجد الحرام حيث ركب البراق وانطلق في صحبة جبريل إلى بيت المقدس في سرعة خاطفة.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل وجبريل يجيب، ووصل القدس وأمسك بالبراق وربطه في حلقة في صخرة عالية ثم دخل المسجد الأقصى وكان الأنبياء والرسل ينتظرونه فيه وصلى بهم إماما، ثم قابل آدم عليه السلام في السماء الأولى.

وفي السماء الثانية قابل عيسى عليه السلام ويحيى وزكريا، وفي السماء الثالثة قابل سيدنا يوسف بن يعقوب، وفي الرابعة قابل إدريس عليه السلام، وفي الخامسة قابل هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة قابل موسى عليه السلام، وفي السابعة قابل إبراهيم عليه السلام، بعد ذلك رفع الله نبيه إلى سدرة المنتهى إلى الحضرة الإلهية العليا فسجد الرسول لله الواحد حمدا وشكرا.

في هذا الموقف شرع الله الصلاة على المسلمين خمس صلوات في اليوم، وبعد ذلك نزل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصخرة الشريفة وودع الأنبياء والمرسلين ثم ركب البراق ثانية عائدا إلى المسجد الحرام، وفي اليوم التالى ذهب إلى المسجد الحرام ليقص على قريش ما حدث فكذبوه إلا أبو بكر قال له صدقت يا رسول الله، فقال له النبي أنت الصديق يا أبا بكر.
الجريدة الرسمية