رئيس التحرير
عصام كامل

لقد رأى من آيات ربه الكبرى


كل عام ونحن جميعًا بخير الليلة.. يحتفل المسلمون جميعًا بالإسراء والمعراج تلك الليلة التي فرضت فيها الصلاة وطوى فيها الله لنبيه الأرض، حيث أسري بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس، وهي مسافة تقطعها الإبل سيرًا في ثلاثة أشهر قام بها في جزء من الليل (من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر) إكرامًا لنبيه صلى الله عليه وسلم وترويحًا لقلبه وتسرية لنفسه بعد وفاة زوجه الحبيب خديجة أول من آمن به من النساء، ووقف إلى جواره، ووفاة عمه أبو طالب الذي كان أقوى مناصريه وداعميه ضد صناديد قريش وجهلائها الذين حاولوا أكثر من مرة الفتك به لولا وقوف هذا العم إلى جواره.


في هذه الليلة أتي آت إلى النبي، وشق صدره وغسل قلبه بماء زمزم ثم جيء بالبراق، فحمله من بيت الله الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى، وهناك طويت له السماوات السبع فعرج إليها واحدة واحدة، وكان ما كان حيث قابل في السماء الدنيا آدم عليه السلام أبو البشر وقابل في السماء الثانية يحيى وعيسى بن مريم، وهما ابنا الخالة.

ثم صعد إلى السماء الثالثة، فإذا يوسف عليه السلام. ثم صعد إلى السماء الرابعة، فإذا إدريس عليه السلام، ثم صعد إلى السماء الخامسة، فإذا هارون عليه السلام، ثم صعد إلى السماء السادسة، فإذا موسى عليه السلام.. فلما تجاوزه بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال يا رب! أبكي لأن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد إلى السماء السابعة فإذا إبراهيم عليه السلام ثم رفع إلى سدرة المنتهى.

وإذا في أصلها أربعة أنهار؛ نهران باطنان ونهران ظاهران.. فسأل: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع له البيت المعمور هذا البيت الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ثم جيء له بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذ اللبن ثم فرضت عليه الصلوات خمسين صلاة كل يوم في أول الأمر، إلا أنه حينما رجع فمر على موسى، سأله موسى: بم أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم.

قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.. فرجع فوضع عنه عشرا وتكرر هذا الأمر عدة مرات إلى أن خففت بخمس صلوات كل يوم، خمس في العمل خمسون في الأجر، ثم تقدم النبي إلى سدرة المنتهى ورأى من آيات ربه الكبرى، وعندما عاد إلى مكة وأخذ يقص عليهم ما رأى وما كان ما من جهلائهم ومشركيهم إلا أن كذبوه، وحينها وقف إلى جواره رفيقه في الهجرة وأول من آمن به أبو بكر الصديق الذي قال قولته الخالدة: أأصدقه في خبر السماء وأكذبه في هذا الموقف..

وبسبب هذه الحادثة ارتد نفر من المسلمين وصارت هذه الحادثة مثار حديث العالم أجمع حتى جاء العلم الحديث ليصدقها، ويؤكد حدوثها.
الجريدة الرسمية