رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» داخل عقار ضحية الحوت الأزرق بشبرا.. مهندس ينتحر بأمر «لعبة الموت».. البواب: «لقيته سايح في دمه واللاب قدامه».. جاره: «لقوا وشم الحوت على دراعه».. ووالدته

فيتو

لعبة الحوت الأزرق.. أضحت أداة قاتلة فاقت في خطرها كل وسائل الإجرام المتعارف عليها.. تكمن مخاطرها في مخاطبتها العقل الباطن للإنسان، ما جعلها تحصد أرواح المئات في جميع أنحاء العالم، ثم بدأت في الانتشار مؤخرا في الأوساط الشبابية بمصر.. الفضول والرغبة في اكتشاف اللعبة التي أصبحت حديث الصباح والمساء، زاد من عدد ضحاياها.. آخرهم المهندس نادر الشاب الثلاثيني ذو الجنسية الألمانية.



"فيتو" انتقلت إلى مكان الواقعة بشارع الترعة بدائرة قسم شرطة شبرا، ورصدت مسرح الجريمة التي أدمت قلوب أهل المنطقة.


عند دخولك الشارع تلاحظ الصمت والحزن يخيمان على السكان، وعند سؤالنا لأحد الأهالي عن منزل المهندس "نادر" رد قائلا انتحر بسبب لعبة الحوت الأزرق، ربنا يصبر أسرته.. وعند وصولنا إلى العقار رفضت أسرة المهندس الإدلاء بأية تصريحات بسبب الصدمة.



قال "أشرف" حارس عقار المجنى عليه، "نادر" شاب في أواخر العقد الثالث من عمره، يعيش منذ فترة في دولة ألمانيا التي يعمل بها، وصل في بداية الأسبوع في إجازة قصيرة لقضاء عيد القيامة مع أسرته ووالدته والاحتفال معهم في حى شبرا، وفى عصر يوم الثلاثاء الماضي، حضرت والدته وطلبت منى مساعدتها في فتح باب غرفة نجلها، صعدت مسرعا وظللت أطرق الباب أكثر من نصف ساعة دون إجابة من نجلها، فصعدت إلى السطح لمحاولة الدخول من خلاله للغرفة، حيث إنهم يقطنون في الطابق العاشر والأخير، وعندما دخلت إلى الغرفة صدمت من هول المنظر، لم أكن أتوقع أثناء دخولي غرفته أن أشاهده مذبوحا، الدنيا دارت من حولي عندما شاهدت الموقف، وجدته جالسا على كرسي صريعا بسكين في رقبته والدم يسيل على جسده، وأمامه "لاب توب".

صمت قليلا ثم عاود حديثه والرعب يسيطر عليه: « من يومها لانا ولا مراتي دوقنا طعم النوم، عشنا يومين ما يعلم بيهم إلا ربنا.. وكل شوية ناس من القسم والنيابة ييجوا ويسألونا عن الحادثة، ربنا يكون في عون امه واخواته.. ده حتى واحد من اخواته كان سافر يوم الحادثة الصبح.. رجع تاني النهاردة الفجر عشان يشوف مصيبة أخوه».


على بعد خطوات من العقار، تجلس سيدة في العقد الخامس من عمرها، داخل كشك تصوير مستندات، قالت، انها يوم الحادث سمعت صوت صراخ يأتي من أعلى العقار، وصعد بعض الأهالي لاستبيان الأمر، وبعد لحظات خرج أحد الأهلي قائلا، فيه شاب بالطابق العاشر انتحر، داخل غرفته.

وتابعت: «الصدمة حلت علينا من اللي حصل، وسمعت بعد كده أنه انتحر بسبب لعبة الحوت الأزرق المنتشرة في الفترة الأخيرة، وأنه كان بيلعب اللعبة على جهاز اللاب توب بتاعه، ربنا يصبر والدته واخواته».

وقال أحد الجيران - رفض ذكر اسمه-، إن زوج شقيقة المنتحر طلب منه أن يتواجد معه أثناء إجراءات تشييع الجنازة، وأضاف: «قالي أن نادر طعن نفسه بسكين المطبخ في رقبته بسبب لعبة الحوت الأزرق، وأنهم لقوا وشم الحوت على دراعه وبرنامج اللعبة على اللاب توب».

وعلى الجانب الآخر، قال عامل بمقهى: «الناس كلها بتقول إن الأستاذ نادر انتحر بسبب الحوت الأزرق.. أمه بقى نفت الكلام ده وبتقول للناس أن ابنها كان مريض نفسي وبيتعالج في ألمانيا والعلاج هناك مجابش نتيجة معاه فرجع يكمل هنا في مصر وأنه انتحر بسبب الاكتئاب.. ربنا يكون في عونها أكيد مش عايزة سيرة ابنها تبقى على كل لسان فقالت كده.. بس كذا حد أكدلي إنهم شافوا رسمة الحوت على دراعه».



الواقعة
الواقعة بدأت بعد وصول الشاب المصري نادر، ويحمل أيضا الجنسية الألمانية، إلى بلاده منذ أيام قادما في إجازة قصيرة لقضاء عيد القيامة مع أسرته ووالدته بالقاهرة، وقبل ميعاد عودته بأيام، فوجئت والدته بقضائه وقتا طويلا داخل غرفته وانطوائه، إلى أن جاء اليوم المشئوم عصر الثلاثاء.

ذهبت الأم كعادتها للاطمئنان على نادر، ظلت تطرق الباب وما من مجيب، نادت على نجلها مرارا وتكرارا وحاولت كسر الباب دون طائل، دب في قلبها الرعب، واستنجدت بحارس العقار الذي صعد أعلى السطح لمحاولة الدخول من خلاله للغرفة، حيث يقطنون في الطابق العاشر والأخير، نجح في التدلي من أعلاه حتى دخل الغرفة وكانت الصدمة التي أفقدت الأم صوابها، بعد أن شاهدت نجلها الثلاثيني جالسا على كرسي صريعا بسكين في رقبته، وأمامه "لاب توب".


وقبل أن تفيق الأسرة من صدمتها بفقد نجلها أو التساؤل عن هوية قاتله، تبددت الشكوك في نفوسهم عندما شاهدوا «رسمة الموت»، وجدوا نقش مجسم الحوت محفورا كجرح قديم على ذراع نادر.

بعد ذلك، انتقل رجال مباحث القاهرة وفريق من النيابة العامة لمكان العقار وعاينوا الجثة، وتم التحفظ على اللاب توب وبعض المتعلقات داخل غرفة الضحية، وصرحت النيابة بدفن الجثة وأمرت بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
الجريدة الرسمية