حكاية سائق بهيئة الإسعاف حاول الانتحار بسبب 1000 جنيه

أحمد حسني، يبلغ من العمر 36 عاما، يعمل سائقا بهيئة الإسعاف بمرفق إسعاف القاهرة، منذ سبع سنوات، ابن محافظة سوهاج، حيث تسكن أسرته "زوجته وأربعة أبناء له"، الابن الأكبر له يوسف، 12 سنة في الصف الأول الإعدادي، ومنة الله في الصف الرابع الابتدائي وفرحة في الصف الأول الابتدائي وريتاج الصغري لم تلتحق بالمدرسة بعد.

الرغبة في زيادة الراتب هي التي دفعت السائق أحمد حسني الذي حاول الانتحار أعلي مرفق إسعاف القاهرة لطلب النقل إلى شمال سيناء، خاصة وأن العاملين بها يحصلون على حوافز وبدلات مجزية بفارق ألف جنيه عن السائقين في القاهرة والمحافظات التي ليس بها مخاطر كالمحافظات النائية لضيق الحال وصعوبة الأوضاع المادية له فضلا عن وجود مزايا أخرى في عدد أيام الإجازات فيمكنه العمل خمسة عشر يوما في سيناء والحصول على إجازة أخرى 15 يوما آخرين يسافر فيها إلى محل سكنة سوهاج ومكان أسرته ليعيش وسط أبنائه ومع زوجته فترة أطول من الوقت بدلا من حرمانه منهم لأن عمله في القاهرة يحتم عليه أن يزورهم يومين فقط في الأسبوع بخلاف أن ضغط العمل بالقاهرة والمحافظات المحيطة بها شديدا عكس المحافظات النائية العمل بها ليس بحجم الضغط ذاته. 

وعن مدي خوفه من الذهاب إلى سيناء قال السائق أحمد حسني لـ"فيتو":"الوضع في المكان الذي رغبت بالانتقال إليه خط وسط شمال سيناء هادئ وليس به أي مخاطر".

روي تفاصيل الواقعة "قائلا بأنه تقدم بطلب نقل إلى مدير إسعاف القاهرة الدكتور إبراهيم حسن الذي وافق على طلب النقل بالبدل من خلال المبادلة مع زميل سائق من سيناء يرغب إلى المجيء إلى القاهرة وبعد الموافقة عليه تم إرسال الطلب إلى المدير الإقليمى للقاهرة الدكتور إيهاب عبدالمنعم الذي بدوره وافق ثم أرسله إلى رئيس الهيئة لإسعاف المصرية الدكتور أحمد الأنصاري ووافق عليه ثم أرسل إلى شئون العاملين للموافقة عليه وتبقي إخلاء طرف من مرفق إسعاف القاهرة لكى يتوجه إلى لشمال سيناء.

واستكمل حديثه:"فوجئت من مدير إسعاف القاهرة الدكتور إبراهيم حسن برفض إخلاء الطرف بعد أن وردت إليه معلومات بأن السائق لذي يبدل معي غير ملتزم في العمل وموقع عليه جزاءات كثيرة" خاصة وأن النقل لا يمكن أن يتم من محافظة لأخري إلا بالبدل مع زميل آخر.

وروي أحمد حسني: بعد تصميم مدير مرفق القاهرة على عدم إخلاء الطرف ونتيجة الضغط النفسي الذي عشته عدة أيام متواصلة رغبت في الانتحار ولم أخش الموت، وصعدت فوق البرج الهوائي ووقفت لمدة 3 ساعات حيث جاءت قوات الحماية المدنية وتم تحرير محضر وعرضوني على النيابة وتم إخلاء سبيلي من النيابة".

واستكمل حديثه:" قيادات الهيئة وعدوا بحل مشكلتي والموافقة على إخلاء طرفي ولكن من أول الشهر القادم وليس الآن.

وروي لــ"فيتو" أن مهنتهم أكثر مهنة بها تعب ومشقة يشاهدون الأحداث مباشرة أمام أعينهم ويحملون المرضي والموتي ويتعرضون لضغط نفسي وعصبي أثناء العمل، لافتا إلى أنه لم يخش من الموت أثناء محاولة الانتحار، مؤكدا أن الدافع الرئيسي وراء رغبته في الانتحار هو أنه فوجئ بعد الموافقة على طلبه بالنقل إلغاء مرة ثانية والرغبة في عدم نقله إلى شمال سيناء.

وكانت قوات الحماية المدنية نجحت أمس في إقناع سائق إسعاف بالعدول عن قرار الانتحار من أعلى برج هيئة الإسعاف بوسط القاهرة.

وكانت إدارة الحماية المدنية تلقت بلاغًا من المواطنين، يفيد بقيام عامل بمحاولة الانتحار عقب تسلقه برج الاتصال أعلى مبنى هيئة الإسعاف في محاولة للضغط على مسئولي هيئة الإسعاف لنقله إلى محل عمله بمحافظة سوهاج، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان الواقعة.