إمكانيات نشوب حرب روسية-أمريكية
"تتوعد روسيا بإسقاط أي صواريخ سنطلقها على سوريا. يا روسيا، استعدي لأنها قادمة، وهي جميلة وجديدة وذكية!".. و"علاقاتنا مع روسيا أسوأ الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى، بما في ذلك أثناء الحرب الباردة"، تغريدتان على حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي" تويتر".
هل "تويتر" أصبح مسرحا للسياسة المشتركة بين أكبر قوتين على وجه الأرض؟
الكرملين لا يمتلك حسابا على "تويتر"، إذن إلى من يوجه ترامب هذه التصريحات؟ بالطبع ترامب يوجه هذه التصريحات لجموع شعوب العالم وأولهم الشعب الأمريكي، بأن الولايات المتحدة ما زالت هي القوة الأولى في العالم وستظل.
أما عن سيناريوهات توجيه ضربة صاروخية أمريكية لمرة واحدة حاضرة وبشكل كبير. وذلك في حالة التنسيق الروسي-الأمريكي المشترك كما حدث في ضرب مطار الشعيرات من قبل، هذا التنسيق قوامه إخراج القوات الروسية والمعدات العسكرية الروسية من المناطق التي سيتم قصفها.
وتأكيدا لهذا السيناريو هو وجود العديد من الباحثين ودبابات الفكر الروسية، وعلى رأسهم المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو الذين يؤكدون على أن روسيا لم تذهب إلى سوريا لتحارب الولايات المتحدة ولكنها ذهبت لتحارب الإسلاميين، لذلك إذا ما أخبرت الولايات المتحدة روسيا بأماكن القصف سيكون لا مانع في ذلك.
السيناريو الثاني الذي يحمل في طياته نشوب حرب روسية-أمريكية يتبلور في رد روسي فعلي على الصواريخ الأمريكية، خصوصا وأن مدى منظومات الدفاع الروسية يغطى قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، وأيضا قاعدة إنجرليك في تركيا، وطبعا يغطي الساحل السوري اللبناني، وكل القطع البحرية الأمريكية- الفرنسية- البريطانية التي تقترب من هذه السواحل.
وتأكيدا لهذا السيناريو نجد حديث كل من مندوب روسيا في مجلس الأمن، الذي أكد أن أي ضربة عسكرية لسوريا سيكون لها عواقب خطيرة، حديث السفير الروسي في لبنان بأنه إذا تم قصف سوريا بالصواريخ سنقوم بإسقاطها وضرب مصادر إطلاقها.
السيناريو الأقرب للحدوث هو توجيه ضربة عسكرية أمريكية لبعض المطارات والمناطق التي لا تتواجد فيها قوات عسكرية روسية، وسيكون هناك اعتراض إعلامي روسي على هذه الضربات لا أكثر، وما دامت هذه الضربات لن تؤثر على الوضع الميداني في سوريا، أما إن كانت هذه الضربات ستؤثر على مصالح روسيا بشكل مباشر فمن الممكن أن يكون هناك رد روسي.
لا ننسى عندما تم إسقاط الطائرة السوخوى الروسية عن طريق الدفاعات الجوية التركية، لم يحدث أي رد روسي سوى حظر الطماطم التركية. روسيا لن تتحرك الا عندما يكون هناك تهديد فعلى للوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط.