العرب وضرب سوريا !
تهديدات وترتيبات وتحركات في كل من واشنطن ولندن وباريس، لتوجيه ضربة أو ضربات عسكرية لسوريا، بينما يلتزم العرب رسميا الصمت، باستثناء تصريح وحيد لولى العهد السعودي أعرب فيه عن استعداد السعودية للمشاركة في هذه الضربة أو الضربات.. والمثير أن ذلك يستفز البعض منا الآن، رغم أن سوريا تتعرض لضربات عسكرية عديدة من عدة دول منذ سنوات زاد حجمها في الفترة الأخيرة، ونحن العرب نلتزم الصمت ولا تستنكر الحكومات العربية ذلك.
من قبل استباح ما يسمى التحالف الدولى لمواجهة الاٍرهاب وتحديدا داعش سوريا بالإغارة على مواقع عسكرية فيها ومواقع لا توجد فيها عناصر داعش.. وذات الشىء فعلته إسرائيل.. ثم تركيا التي استهدفت أكراد سوريا، واحتلت مساحة من أراضى سوريا مثلما فعلت في العراق.. أما كل من روسيا وإيران فقد تواجدت قواتهما على الأراضي السورية ومعهما قوات حزب الله اللبنانى التابع لإيران..
وحدث كل ذلك ونحن العرب نتفرج ونلتزم بالصمت وأحيانا قليلة ببعض الاستنكار، وإن كانت بعض الدول العربية الخليجية ساندت ما يسمى الميليشيات المسلحة التي يطلق عليها اسم المعارضة المسلحة، وذلك بالمال والسلاح والغطاء السياسي أيضا.
إذن ما الجديد الذي يدعو للاندهاش عندما يصمت العرب الذين يتأهبون لقمة عربية جديدة وسوريا تتعرض لتهديدات أمريكية وبريطانية وفرنسية بتوجيه ضربات عسكرية لها.. لقد فرطنا مبكرا جدا في سوريا، واستمرارنا في التفريط فيها لا يعد خبرا جديدا، بل هو استمرار لتفريط سابق، رغم ما جره علينا هذا التفريط العربى من قبل في العراق، ثم في ليبيا من كوارث مازلنا نعانى منها حتى الآن.