رئيس التحرير
عصام كامل

5 أهداف إستراتيجية تدفع الاحتلال للتدخل في أحداث سوريا

قوات الاحتلال الاسرائيلي
قوات الاحتلال الاسرائيلي

تتفاقم الأوضاع يوما بعد يوم في الداخل السوري، حتى تنبئ بشن حرب عالمية ثالثة أطرافها أمريكا وروسيا وحلفاء كل طرف منهم داخل سوريا، إلا أن دور إسرائيل داخل هذه المعادلة غير مفهوم حتى الآن كونها ترتبط بعلاقات مع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.


ويرى مراقبون أن دوافع الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على مطار "تيفور" العسكري قرب حمص في سوريا يُعد بمثابة رسالة احتجاج على استبعاد مصالح الاحتلال من الترتيبات الأخيرة في سوريا، وتقاسم الأدوار بين إيران وتركيا وروسيا، وتمكُّن إيران وحلفائها الإقليميين من تحقيق مكاسب ميدانية مُهمة، فضلًا عن استعراض الهيمنة الجوية، وكسر قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها الدفاع الجوي السوري عقب إسقاط المقاتلة الإسرائيلية من طراز "إف - 16"، وإصابة مقاتلة أخرى من طراز "إف - 15"، وهو ما يكشف عن اتجاهات التصعيد التي سوف تتبعها تل أبيب في مواجهة إيران وحزب الله ونظام الأسد خلال المرحلة المقبلة.

67 هجوما على سوريا
ونفذت القوات الجوية الإسرائيلية ما يقرب من 67 هجومًا جويًّا على سوريا خلال الفترة بين عامي 2013 و2018 وفقًا لبيانات "مجموعة الأزمات الدولية" الصادرة في تقرير حول الصراع بين إسرائيل وحزب الله وإيران على الأراضي السورية في فبراير 2018.

التدخل الروسي وهيمنة إيران
أحد أهم أسباب الهجمة الإسرائيلية الأخيرة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا وفرض معادلات جديدة للتوازنات الميدانية في سوريا، بدعم نظام الأسد وحلفائه، وتقييد الهيمنة الإسرائيلية على الأجواء في سوريا، وتضييق هامش المناورة الذي استفادت منه، بالإضافة إلى تزايد احتمالات هيمنة إيران وحزب الله على مناطق قريبة من حدود الجولان المُحتلة، وتطور قدراتهما العسكرية نتيجة الخبرات الميدانية المُكتسبة، وتطوير منظومات التسلح التي حصلا عليها من الصراع.

وأدرك القادة السياسيون والأمنيون في إسرائيل أن واقع الصراع في سوريا قد تغير جوهريًّا، وبات يتضمن تهديدات مباشرة، مما دفعهم لاتباع سياسة تصعيدية منذ بداية عام 2018. فلقد كشف إسقاط الدفاع الجوي السوري للمقاتلة الإسرائيلية في فبراير الماضي عن استعادة الجيش السوري قدرًا كبيرًا من قدراته العسكرية، بالاستفادة من الدعم الروسي، واكتساب حزب الله وإيران لقدرات عسكرية نوعية، وذلك ما تسبب في وجود عدة دوافع لتنفيذ الهجوم الجوي الإسرائيلي على المطار السوري.

قمة أنقرة
اعتبرت القيادات العسكرية الإسرائيلية أن "قمة أنقرة" التي جمعت كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيرهما التركي رجب طيب أردوغان، مؤشرًا على وضع ترتيبات للحد من التصعيد الميداني، وتقاسم الأدوار ونطاقات النفوذ بين القوى الرئيسية المؤثرة في سوريا، وهو ما يعني استبعاد مصالح إسرائيل من هذه المعادلة.

وفي السياق ذاته، اعتبرت تل أبيب "قمة أنقرة" بمثابة إعلان انتصار لإيران في سوريا.

الانسحاب الأمريكي
يرتبط التصعيد الإسرائيلي بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 مارس 2018 عزم الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وإصداره توجيهات لوزارة الدفاع الأمريكية بإعداد خطط للخروج من سوريا، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديدًا مباشرًا لمصالحها.

القضاء على المقاتلين الشيعة
كشفت تسريبات استخباراتية نشرها موقع "ديبكا" الإسرائيلي في 11 فبراير 2018 عن وجود استعدادات في تل أبيب لتوجيه عدة ضربات جوية في أبريل أو مايو 2018 للتواجد الإيراني في سوريا لتصفية كتائب شيعية عراقية يبلغ قوامها 5 آلاف مقاتل عكفت إيران على تدريبها وتجهيزها عسكريًّا لنشرها في سوريا.

ضرب قواعد إيران
من أبرز دوافع إسرائيل للتصعيد في سوريا هو القضاء على كافة القواعد الإسرائيلية في سوريا، حيث كشفت تقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في فبراير الماضي، عن مدى عمق التغلغل العسكري الإيراني في سوريا عبر نشر خرائط لمواقع القواعد الإيرانية التي تنوعت ما بين القواعد اللوجستية ومنصات الطائرات بدون طيار ومعسكرات تدريب الميليشيات.

تدمير أسلحة حزب الله
فرضت إسرائيل منذ بداية الصراع السوري خطوطًا حمراء على نقل الصواريخ عالية الدقة إلى حزب الله، وركزت غالبية الغارات الجوية الإسرائيلية على تدمير مصانع الصواريخ التي قام حزب الله بنقلها إلى سوريا تحت إشراف قيادات الحرس الثوري الإيراني.
الجريدة الرسمية