رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي «مصطاي» بالمنوفية: نعيش فوق فوهة بركان بسبب مكامير الفحم (صور)

فيتو

تسبب "مكامير الفحم" العديد من الأمراض؛ نظرًا لما تنتجه من سموم عبارة عن أدخنة تخترق رئات وصدور الأطفال وكبار السن، مما يجعلهم عُرضة للإصابة بأمراض صدرية وسرطانية، قد تودي بحياتهم.


قرية "مصطاي" إحدى قرى مركز قويسنا، بمحافظة المنوفية، يختنق الآلاف من أهلها؛ بسبب الأدخنة التي تتصاعد من مكامير الفحم غير المرخصة لتملأ سماء ومنازل القرية، وتهدد صحة كل سكان القرية، وتعرضهم للخطر الداهم.

ما يقرب من 12 مكمرا يتواجد بالقرية، حيث يوجد بمدخل القرية 3 مكامير، و4 بالوسط، بينما يتم توزيع الـ5 الآخرين في نهاية القرية، مما يجعل الضرر واقعًا على جميع أهالي وسكان تلك القرية.

قديمًا سُئل أحد الصالحين عن سبب نقاء هواء الفجر، فأجاب أنه بسبب خلوه من أنفاس المنافقين، لكن يبدو أنه بات من الجائز تغيير تلك المقولة بسبب بدء تصاعد الأدخنة مع غروب الشمس وحتى السادسة من صباح اليوم التالي؛ ليتحول هواء الليل إلى سم قاتل يجعل البلدة بالكامل، وكأنها تقع على فوهة بركان.

ما يجعل الأمر يقترب إلى حد الجُرم، هو أن الفحم ينتج غاز أول أكسيد الكربون الخانق والمميت، والذي يصيب الإنسان بالعديد من الأمراض ليس آخرها الربو، لكنه قد يصل إلى حد الإصابة بالأمراض الخطيرة والخبيثة، وعلى رأسها السرطان.

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. تنطبق تلك الجملة على أطباء الصدر في تلك البلدة، حيث تعد عياداتهم أكثر الأماكن إقبالًا من الأهالي للكشف على أنفسهم وأطفالهم بعد ليل طويل خانق تنتشر فيه سهام السموم لتصيب أناس شائت أقدارهم ذلك وينجو منها آخرون أغلب الظن أنه لم يحن الوقت أو أن ذلك سيتم في ليال أخرى.

لا تكتفى أدخنة المكامير بإصابة الإنسان فقط، بل تقضى على الزراعات المجاورة لها وتقتلها، حتى أن أنعام الفلاحين المجاورين لها تأبى أن تأكل من نباتات هذه الأراضي، بعد أن شُبِّعت جميعها بالأدخنة، مما يجعل الأمر في غاية الخطورة.

الشكوى والدعاء هما السلاحان المتوفران للأهالي في البلدة، حيث تقدموا بالشكوى للعديد من الجهات، وعلى رأسها وزارتي البيئة والصحة؛ لإنقاذ الأهالي من تلك السموم التي تحيط بهم من كل اتجاه، وحصلوا بالفعل على قرارات إزالة لبعض المكامير، لكنها لم تنفذ، أو بالأحرى نُفذت شكليًا.

وأصحاب الأراضي التي توجد بها المكامير أكدوا للأهالي، أنهم قاموا بتأجيرها لـ3 مقاولين، ولا يستطيعون التدخل لديهم لوقف نشاطهم، ولا يدري الأهالي إن كانت تلك هي الحقيقة أم أن أصحاب هذه الأراضي قاموا بتأجيرها مع سابق علمهم بإنشاء المكامير بداخلها؟

الأهالي توجهوا بالاستغاثة للمسئولين بكافة الوزارات المعنية بالدولة، وعلى رأسهم وزارتي البيئة والصحة من أجل التدخل، ووقف تلك المكامير ونقلها خارج البلدة إلى مناطق غير مأهولة بالسكان، حفاظا على من تبقى من أهل البلدة من أصحاء، مختتمين: "تحركوا من أجل الأطفال".
الجريدة الرسمية