رئيس التحرير
عصام كامل

المطربة لطيفة: جئت مصر ولم يكن يعرفني أحد وربنا بيساعدني في عملي

فيتو

  • أنا المطربة الوحيدة في الوطن العربي التي تمتلك أرشيفها الغنائي
  • أصدرت ألبوم "فريش" بناء على رغبة جمهوري
  • الموسيقار محمد عبدالوهاب لقبني بالمحاربة.. وحياتي الشخصية ملك لي وحدي

المطربة التونسية لطيفة.. صاحبة رصيد ضخم من الألبومات، فقد تجاوز عدد ألبوماتها الـ26 ألبومًا قدمت خلالها كل ألوان الغناء، يمكن القول إن قوتها تكمن في صوتها النادر، وإنجازاتها الكبيرة بمجال الغناء من خلال رحلة امتدت لأكثر من 35 عامًا، استطاعت خلالها أن تحصل على أضخم الجوائز العالمية والتكريمات من كبرى المؤسسات.

"لطيفة" عادت إلى الساحة الغنائية، بعد غياب استمر نحو أربع سنوات، بألبوم فريش الذي حقق نجاحًا واسعًا بأرجاء الوطن العربي.. وفي حوار جمع بين الفن والذكريات فتحت "لطيفة" قلبها لـ«فيتو»، وتحدثت عن رحلتها الطويلة مع الفن والغناء والذكريات.. وكان الحوار التالى:


- السنوات الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بـ"غياب فنى" لك.. ما الأسباب وراء امتناعك عن إصدار ألبومات؟
بالفعل تغيبت قرابة الأربع سنوات، فكان ألبوم "أحلى حاجة فيا" عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم أصدر أي ألبوم، حتى عدت بألبوم "فريش" الذي صدر نهاية 2017، وكان السبب في ذلك سوء سوق الغناء في الوطن العربي، وحالة التخبط الشديدة التي كان يشهدها الوسط الغنائي والفني.

- بإصدارك ألبوم "فريش".. هل يمكن القول إن سوق الغناء تحسنت؟
كنت أحضر لـ"ميني ألبوم"، لكن جمهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي طالبني بعمل ألبوم كامل، فاستجبت له على الفور وأصدرت "فريش" بعد أكثر من عام من التحضير.

- في "فريش" تعاونت مع شعراء وملحنين جدد.. ألا يعتبر هذا الأمر مجازفة؟
ليس مجازفة على الإطلاق.. لأننا لا بد أن نعطي فرصة للمواهب الجديدة، مثلما حدث معي، فقد جئت إلى مصر ولم يكن يعرفني أحد، وكنت أبحث عن فرصة، وأعطاها لي عمالقة الموسيقي والغناء وقتها، مثل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي، لذلك أحرص دائما على الوقوف بجانب الشباب الموهوب.

- هل نجاح الألبوم كان قريبًا من توقعاتك؟
الحمد لله الألبوم نجح بشكل كبير في كل أرجاء الوطن العربي، والدليل على ذلك نسبة الاستماع الموجودة عبر يوتيوب، والتي تخطت الـ15 مليون مستمع في أسابيع قليلة.

- على ذكر عمالقة الغناء هل تتذكرين تفاصيل اللقاء الأول ببليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب؟
هذه ذكريات لن أنساها، كنت في منزل محمد عبدالوهاب أنا وشقيقي بدعوة من نجله أحمد، واتصل وقتها الموسيقار بليغ حمدي ليطمئن على صحة "عبدالوهاب"، فطلب منه نجله أحمد أن يحضر فورًا لسماع صوتي، وبالفعل حضر وسمع صوتي وأعجب به للغاية، واستدعى وقتها الشاعر عبدالوهاب محمد الذي سمع صوتي وحاز إعجابه وبدأت رحلتي في الغناء منذ ذلك الحين.

- ما الصعوبات التي واجهتك وقتها؟
ظروف العائلة المادية، فأنا أنتمي إلى عائلة بسيطة بتونس، ولم أكن أستطيع العيش بمصر، هذا بجانب ارتباطي بدراستي هناك، فكنت وقتها في كلية الآداب قسم اللغة الألمانية، لكننى تغلبت على هذه المشكلات، والتحقت بمعهد الموسيقى العربية وحصلت على البكالوريوس بدرجة امتياز.

- ماذا كان انطباع الموسيقار محمد عبدالوهاب عنك؟
عبدالوهاب كان دائما يقول لي: "أنت محاربة لا تكلِ ولا تمل"، لأنني كنت دائما أسعى للأفضل، والكل يعلم أن عبدالوهاب كان لا يقتنع بأي موهبة بسهولة، لذلك كان اقتناعه بي من الأشياء التي دعمتني في مشواري.

- متى كانت نقطة التحول في حياتك الفنية؟
نقطة التحول أو أول طريق النجومية كان بعد التعرف على الراحل عمار الشريعي، وتعاونت معه بألبوم "أكتر من روحي بحبك" وحقق وقتها نجاحًا ساحقًا بكل أرجاء الوطن العربي، وحققت أرباحًا كبيرة، وهذا ما دعمني للغاية في مشواري.

- ما الأسباب التي تدفعك لتحمل إنتاج البوماتك؟
كنت صائبة في هذا القرار، فأنا حرة ولا أحب الاحتكار، لذلك توليت إنتاج ألبوماتي بنفسي من خلال شركتي التي امتلكها أنا وصديقتي دوريس، لذلك فأنا المطربة الوحيدة بالوطن العربي التي تمتلك كل أرشيفها الغنائي دون احتكار أي شركة، وأصبح بعض النجوم يحذون حذوي وينتجون ألبوماتهم بأنفسهم، وهذا هو الأفضل للنجم ليحافظ على فنه لنفسه ولجمهوره.

- لكن ألا يمثل هذا الأمر عبئا عليك؟
بالطبع الأمر صعب للغاية، لكنه أفضل بكثير من أن يتحكم في موهبتك شخص آخر، وأنا كما قلت لك مسبقًا أنا بطولي وبيساعدني ربي في هذا المجال.

- قدمتِ مسرحية واحدة وفيلما واحدا ومسلسلا واحدا.. لماذا لم تكررى التجربة؟
لم أهجر التمثيل، لأنني أحبه كمطربة ولست كممثلة، وخطواتي السابقة في التمثيل، تجبرني على تقديم الأفضل، فأنا قدمت مسرحية "حكم الرعيان" وكانت من تأليف الكاتب الكبير منصور الرحباني، وحققت نجاحا كبيرًا، وقدمت بالسينما فيلم "سكوت هنصور" مع يوسف شاهين، لذلك لا بد أن تكون خطواتي محسوبة.

- وهل تفكرين في العودة إلى السينما مجددًا؟
بالفعل أحضر لفيلمين دفعة واحدة، لكن المشروعان لا يزالان في حيز التنفيذ، وسيكونان مع مؤلفين ومخرجين كبار في ذلك المجال.

- مع قرب الشهر الكريم.. هل تقضين رمضان في تونس؟
رمضان بالنسبة لي هو مصر بشوارعها ونيلها وأجوائها، لذلك أقضيه بين القاهرة والساحل الشمالي، وفي بعض الأحيان أسافر إلى تونس وبعض البلدان العربية إذا كانت لديَ ارتباطات فنية.

- غنيت بكل اللهجات العربية وبعض اللغات الأجنبية.. ما اللهجة الأقرب إلى قلبك؟
لا أستطيع أن أقول لك إنني أحب لهجة بعينها، فكل لهجة غنيت بها أحبها، لكننى أستطيع القول إن اللهجة المصرية هي سفير النجومية التي أرسلت صوتي لكل بيت عربي، ولست أنا فقط التي حققت نجوميتها اللهجة المصرية، لكن أغلب النجوم الذين يعملون في الوسط الغنائى يعرفون ذلك.

- لماذا دائما تبتعدين بحياتك الشخصية عن أعين الإعلام؟
لأن حياتي الشخصية ملك لي وحدي، ولا أرى داعيًا لأن يعلم تفاصيلها أحد، لكن في بعض الأحيان أتحدث عن والدتي وأشقائي، فأنا لي سبعة أشقاء، خمسة من الصبيان وهم نور الدين ولطفي وقيس وحسن ومختار، وشقيقتان وهما نعيمة ومنيرة، وتعتبر منيرة هي رفيقتي التي تلازمني في كل شيء، بجانب دوريس مديرة أعمالي.

- هل من الممكن أن يعيش الفنان بدون حب؟
فاقد الشيء لا يعطيه، فأنا أقول دائما تلك الجملة، ولكي أصبح صادقة في مشاعري بكل أغنية أغنيها، لابد أن يكون بقلبي حب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية