الاختبار الحقيقي لبوتين!
أمريكا تعلن انطلاق حاملة الطائرات "هاري ترومان" إلى البحر المتوسط وستلحقها المدمرتان "جيسون دانام" و"ساليفانز"، ومعهما عدة قطع مزودة بالعديد من الأسلحة المدمرة وخاصة الصواريخ "توماهوك"؛ استعدادًا للعدوان على سوريا الشقيقة.. بينما يعلن مصدر عسكري روسي -عسكري خد بالك- لروسيا اليوم أن القوات الروسية الموجودة حاليًا في المتوسط قادرة على الرد!
وبالتالي فهو يقصد أن ذلك يمكن دون إرسال أي قوات إضافية.. رغم أن إرسال قوات روسية سيكون أسرع في الوصول إلى المنطقة قبل القوات الأمريكية، لكن المصدر العسكري الروسي يضيف أن قواته تضم طائرة الاستطلاع الروسية من طراز A-50، وكذلك الغواصات النووية الموجودة بالمتوسط منذ أكثر من عامين وعليها صواريخ "كاليبر" الرهيبة!
كما أن المصدر نفسه أشار إلى امتلاء قاعدة "حميميم" الروسية بسوريا بالأسلحة، لكنه يشير إلى الصواريخ المضادة للسفن الحربية تحديدًا من طراز "خ 35 كياك"!
نظريًا الكلام السابق يعني أن المعارك المحتملة لن تبدأ قبل وصول القوات الأمريكية، وهذا يعني أن أمام العالم وقت للتفاوض.. ولكنه يعني أيضًا أن الضربة لو تمت لن تكون خاطفة، ولكن الرئيس الفرنسي ماكرون، يقول إن أي ضربة ينبغي أن تطول الأسلحة الكيماوية السورية! أي ضربة محدودة.. ولكن ماكرون يعلم أنه لا توجد أسلحة كيميائية في سوريا أصلا بعد تدميرها قبل عامين! وبالتالي فنحن أمام اختلاف غربي من الأزمة!
نترك السلاح ونذهب للسياسة.. روسيا تعلم أن المطلوب هو محاولات أمريكية مستميتة للبقاء كقوة عظمى وحيدة وأن اصطناع الأزمات مع الصين وروسيا ليس إلا لهذا السبب خاصة بعد تراجع فكرة الحرب على الإرهاب، وبالتالي فالمواطن الأمريكي يحتاج إلى عدو خارجي مقنع يبقي توحد الولايات المتحدة، ومن هنا كان التحرش البريطاني بروسيا..
وبالتالي هذا يعني أنها الفرصة أيضًا لبوتين لتثبيت النظام العالمي الذي يسعى إليه بعودة روسيا كقوة عظمى، كما كانت، ومن هنا ستكون حرب الأعصاب هي الأساس.. فربما تسبب التوازن في عدم اندلاع الحرب والتوصل إلى اتفاقات مرضية والقبول بدور أمريكي وتنازلات سورية..
وبوتين يعلم أن ذلك يشكل إهانة بالغة له ولروسيا التي يريدها.. وبالتالي فلا مفر من استعراض أقصى درجات الاستعداد بالقوة.. فإما اشتباك تقليدي سريع بين روسيا وأمريكا يتم السيطرة عليه أو يؤتي الاستعداد الجاد إلى منع الحرب كلها، وفي كلا الحالتين يبقى بوتين في الاختبار من الآن وحتى نهاية الأزمة!
أما بعض العرب ممن يدعمون العدوان على سوريا الشقيقة، فلا يستحقون الحديث عنهم أصلا.. الكلام يكون دائمًا عن الفاعلين وليس الأتباع!