صحف أوروبية: رقص أمريكي روسي خطير على إيقاع الأزمة السورية
العديد من وسائل الإعلام الأوروبية اهتمت في تعليقاتها بالهجوم المفترض بالغاز في سوريا وردود الفعل الممكنة للغرب على ذلك.
فهل تلوح في الأفق بوادر مواجهة مباشرة وشيكة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا؟صحيفة "لاستامبا" الإيطالية ترى في هذا السياق خطرا حقيقيا. وكتبت تقول:
"الولايات المتحدة وروسيا ظلتا حتى الآن تتراقصان وبشكل خطير على إيقاع الأزمة السورية وذلك حسب المتغيرات التي تشهدها الحرب الأهلية هناك، لكن دون الاصطدام المباشر. واشنطن وموسكو يمكن لهما الآن الانجرار إلى دوامة اصطدام عسكري مباشر، وهذا ما لا يريده لا الروس ولا الأمريكيون، لكن الأحداث يمكن أن تدفعهم لذلك".
صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية كتبت تعليقا حول ضربة عسكرية غربية ممكنة في سوريا، جاء فيه:
"كم هو عدد العناوين الرئيسية في الصحافة العالمية التي نحتاجها لإقناع الديمقراطيات الغربية بوقف الهروب المميت إلى الأمام من ممارسات دمشق المجنونة؟ فأصغر تقييم خاطئ أو أصغر ضربة خاطئة يمكن أن تتسبب في انفجار إقليمي وحتى عالمي. الأمريكيون والفرنسيون يهددون بشن ضربات مستهدفة ضد سوريا انتقاما من الهجوم بالغاز الكيميائي على مدينة دوما وهم سيفعلون ما هو صحيح حتى ولو أن الوقت تأخر".
"سخرية روسيا ونفاق الغرب"
صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" من سويسرا كتبت تعليقا ورد فيه ما يلي:
" القيادة الروسية التي تغطي على جرائم نظام الأسد منذ تفجر الحرب الأهلية وتساعده بشكل كبير على ذلك من خلال دعمها العسكري، تتحمل أيضل المسئولية عن القتل الجماعي في سوريا. وكارثة نهاية الأسبوع لا تكشف فقط عن السخرية الروسية، بل أيضا عن نفاق الغرب. وأن يناشد الأوروبيون الآن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وهو المجلس نفسه الذي حولته روسيا، بفضل حق الفيتو، إلى نمر بدون أسنان، لا ينفع في شيء. فقط استعراض القوة الحاسمة هو ما يمكنه أن يوقف الأسد عن ذبح شعبه. لكن الإرادة اللازمة لذلك غير موجودة إلى كبير".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية لاحظت في تعليق لها بالقول:
"حرب سوريا هي في الحقيقة مجموعة من الحروب وهذا يجعل الوضع أكثر اضطرابا وانفجارا...في البداية هددت واشنطن وباريس نظام الأسد بعد مذبحة الغاز السام في الغوطة. وبعدها بقليل جاء تدخل لمقاتلة F 15 استهدف مستودعا سوريا معزولا للأسلحة. ومنذ النفي من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بات واضحا أن الأمر يتعلق هنا بجبهة أخرى أي تلك الفاصلة بين إسرائيل وإيران. وبالنسبة إلى إسرائيل تكتسي إشارات حليفتها في البيت الأبيض سمة متناقضة أكثر. فقبل أيام أراد دونالد ترامب سحب جميع الوحدات الأمريكية من سوريا وترك المجال بشكل نهائي لإيران وروسيا. لكن منذ نهاية الأسبوع الماضي عاد ترامب ليهدد مجددا بتدخل عسكري مكثف لحماية السوريين مستقبلا من هجمات بالغازات السامة. وفي المجمل يُلاحظ بأن الرئيس الأمريكي لا يتوفر على إستراتيجية. ترامب يرغب في التخلص من فصل سوريا بأي طريقة، ويتسبب بذلك في تأزم أكثر للوضع".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل
اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل