ديون مصر
هذا تصريح مهم لمساعد وزير المالية.. فهو يقول فيه إننا لن نحتاج لإصدار سندات دولارية دولية جديدة طوال العام الحالى.. وهذا معناه أننا سوف نسدد كل التزاماتنا الدولية من أقساط وفوائد الديون الخارجية المستحقة هذا العام بدون الحاجة لمزيد من الاقتراض الخالى الجديد، واعتمادًا على تدفقات النقد الأجنبى التي نحصل عليها من مواردنا، فضلا عما سوف نحصل عليه طبقًا لاتفاقات سابقة من نقد أجنبي مثل الشريحة الجديد من قرض صندوق النقد الدولى، خاصة بعد أن مدت كل من السعودية والإمارات أجل سداد وديعة لكل منهما لدى البنك المركزي المصرى.
أما المعنى الأشمل والأهم لذلك التصريح فهو أن الحكومة تنتهج الآن نهجًا جديدًا يقضي بالسيطرة على الاقتراض من الخارج، وبالتالى السيطرة على ديوننا الخارجية التي شهدت زيادة خلال السنوات الثلاث الماضية، وإن ظلت نسبتها لإجمالي الناتج القومى في الحدود الآمنة.. وهذا نهج محمود، خاصة أن الإصلاح الاقتصادى لا يقتصر فقط على تحقيق التوازن المالى للحكومة، من خلال السيطرة على عجز الموازنة وتقليصه، وإنما يشمل أيضًا تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي ومن بينها مع زيادة معدل النمو الاقتصادى تخفيض أعباء الديون الخارجية وكذلك المحلية أيضًا.
وعمومًا لتحقيق ذلك يتعين أن يكون الاقتراض من الخارج، حتى وإن أخذ شكل السندات الدولارية الدولية، تحت سيطرة الرئيس شخصيًا، حتى لا تزيد أعباء الديون الخارجية علينا، فلا نقترض إلا ما نحن في أمس الحاجة إليه.
