4 أهداف تفسر تهديدات قادة الاحتلال لمتظاهري العودة
لا يتوقف قادة الاحتلال عن تصدير لهجات التهديد والوعيد للفلسطينيين منذ اندلاع تظاهرات العودة قبل أسبوعين ولا تزال التهديدات مستمرة وكان آخر تلك التهديدات توعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"إلحاق الأذى" بالفلسطينيين في غزة إذا حاولوا مهاجمة الاحتلال، وجاء ذلك بعد تجدد الأحداث عند الحدود بين القطاع وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن ما الدافع وراء ذلك؟
دفع الفلسطينيين للتراجع
هناك عدة دوافع تجعل الإسرائيليين يواصلون نهج التهديدات أبرزها تراجع الفلسطينيين عن موقفهم لأن كثرة التهديدات وإيصال الفلسطينيين إلى حالة من الرعب سيجعل الفلسطينيون يخافون على حياتهم وبالتالي تستطيع دولة الاحتلال في وقف التظاهرات التي تسبب حالة من القلق غير مسبوقة في نفوس الصهاينة، وخاصة مع الإصرار المطلق من جانب الفلسطينيين على استمرار تلك الفاعليات حتى مايو المقبل وهو الموعد الذي أعلن أنه سيشهد افتتاح سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الاحتلال في القدس.
وظهرت التهديدات أيضًا في تصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، وهو ما كرره رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، وغيرهم ممن هددوا بارتكاب مجازر وقتل العشرات من المتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة.
وقال ليبرمان لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن مئات القناصة جاهزون لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في حال حاولوا اجتياز السياج الحدودي العازل ودخول الأراضي الإسرائيلية، وقال مهددًا بارتكاب مجزرة إن من يمس بالسيادة الإسرائيلية سيصاب بالرصاص.
التغطية على الفضائح
ومن بين الأهداف الأخرى التغطية على فضائح الاحتلال، والتي كان آخرها ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن مقطع فيديو جديد سبب إحراجا لدولة الاحتلال أمام العالم والذي يظهر ضحك الجنود الصهاينة أثناء قنصهم لفلسطيني أعزل، إذ سمعت أصوات ضحكاتهم في المقطع بشكل لافت ومخز.
وبعد أن تسبب الفيديو، الذي يظهر فيه مجموعة من الفلسطينيين العزل يقفون أمام سياج، ويتعرض أحدهم لطلقة تسقطه أرضًا، في ارتباك داخل دولة الاحتلال، قرر الكيان الصهيوني فتح تحقيق في الحادث.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المقطع صور قبل شهور، وأنه سيحقق فيه بشكل جدي، نافيًا أن الحادثة جرت خلال مسيرات العودة التي انطلقت قبل نحو أسبوعين.
وظهر في آخر مقطع الفيديو الشاب الذي تعرض لطلقة القناص وهو محمول على أكتاف عدد من الشباب الفلسطيني.
خداع العالم
وهناك أهداف أخرى من التصريحات فمثلًا يحاول نتنياهو والقادة الآخرين دائمًا تصدير تصريحات تخدع العالم بأن ما قام به حنود وما سيقومون به مستقبلًا خلال التعامل مع تظاهرات العودة سيكون رد فعل إذا حاول الفلسطينيون تجاوز الحدود مع دولة الاحتلال، في حين أن القناصة الإسرائيليين استهدفوا المتظاهرين العزل من دون أن يقتربوا منهم والفيدهوات جميعها تظهر ذلك.
وعلى سبيل المثال قال نتنياهو، خلال زيارته لمدينة "سيدروت" القريبة من قطاع غزة، قائلًا: "لدينا قاعدة واضحة وصريحة نكررها باستمرار: إذا حاول احدهم مهاجمتكم، قوموا وهاجموه. لن نسمح لهم بإيذائنا هنا عند الحدود مع غزة. بل نحن من سيلحق الاذى بهم". وهنا محاولة خادعة من نتنياهو للتدليس وإظهار أن الجنود الصهاينة لا يعتدون على أحد وإنما هم في موضع رد الفعل فقط.
عرقلة فتح التحقيق
ومن جهة أخرى تهدف إسرائيل إلى تبرير أفعالها من خلال تلك التصريحات وذلك لعرقلة دعوات فتح التحقيق في أحداث غزة والتي طالبت قادة الاحتلال فتح تحقيق عاجل في قنص جنود الاحتلال للمتظاهرين الفلسطينيين وهو ما رفضه قادة الاحتلال وعلى رأسهم ليبرمان.
من جانب آخر، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إصرار فلسطيني إلى استمرار الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة ودولة الاحتلال بصورة سلمية، مشددا على أن غزة "تدخل مرحلة جديدة من المقاومة السلمية" رغم امتلاكها الصواريخ.
وقال هنية في خطاب ألقاه في مخيمات العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة "غزة تدخل مرحلة جديدة من المقاومة السلمية والشعبية خلال هذه المسيرة المباركة، سلاحنا وصواريخنا بيدنا، انفاقنا معنا وتطور المقاومة ماض لكن هذا لا يتناقض مع ذلك".