رئيس التحرير
عصام كامل

«الدنيا ربيع» بالسندريلا وأشياء أخرى.. تكسب!


اليوم وفي استراحة للقارئ العزيز من السياسة نتوقف لنسأل: كيف لم نشعر أن أغنية "الدنيا ربيع" للنجمة الراحلة سعاد حسني تم تصويرها في وقت طويل بين النيل والقناطر وأن كل المشاهد التي نراها ليست إلا لقطات منفردة تم تجميعها لتعطي الأغنية الشهيرة التي نحبها جميعا؟ سعاد حسني تقول إن كمال الطويل لحنها في يومين وحفظتها هي بكل بروفاتها في يوم واحد واعتقادنا أن تصويرها لا يستغرق أقل من يومين أو أكثر أو على الأقل يوم واحد من بدايته مع عمل متصل طول اليوم..


فالظل في الأغنية يكشف مرور الزمن كما أن المجهود المبذول ورغم الصرامة التي اشتهر بها مخرج الروائع حسن الإمام إلا أن الانتهاء منها لا يمكن في أقل من يوم عمل كامل بالتمام والكمال..

البعض لا يعرف أن الفيلم السينمائي وخلافا للدراما التليفزيونية كان يتم تصويره بكاميرا واحدة تصور اللقطات منفردة ليكون مجموعها هو المشهد الواحد وحاصل جمع المشاهد كلها هو الفيلم وبتطبيق هذا على أغنية "الدنيا ربيع" سنعرف أن لقطات سعاد حسني في بداية الأغنية منفردة ولقطات حسين فهمي وحسن مصطفى ومحمود التوني وخيرية أحمد ونبيل بدر ومحمود شكوكو كلها أيضا منفردة، فضلا عن الاستعراضات وما بها من جهد.. منها يحتاج إلى استعداد منفرد لفريق التصوير والإضاءة والصوت!

إلا أن عبقرية حسن الإمام دفعته لاختيار واحد من كبار مديري التصوير السينمائي في مصر وهو المبدع عبد الحليم نصر وكذلك المونتير المسئول عن تجميع المشاهد كان أيضا واحدا من أشهر المونتيرين المصريين وهو الفنان سعيد الشيخ واستطاعوا بالفعل تقديم عمل فني خالد تحول في ذاته إلى أهم إشارات قدوم فصل الربيع!

وتظل الأسئلة تفرض نفسها وبقوة: كيف لأغنية مدتها 6 دقائق تقريبا أن يذهب ربعها تقريبا في ضحكات متتالية للسندريلا؟ كيف غامر كمال الطويل بذلك؟ وكيف يبدأ أغنية بالبداية الشهيرة لها "تشك تشك" وهي بداية غير مكتوبة في نص الأغنية أصلا؟ وكيف فكر المخرج أن يبدأها بلقطة مكبرة لسعاد حسني وليس بلقطة عامة للمشهد كما يحدث في أغلب الأغاني؟!

الأسئلة السابقة تعني أن الأغنية المذكورة وهي بالقطع الأهم والأشهر والأكثر شعبية في كل أغاني الربيع المصرية والعربية لم تنجح فقط لتأليفها من شاعر تجاوز المألوف حتى أنه يصيغ الطبيعة بكلمات بديعه ويقول "الشجر الناشف بقى ورور.. والطير بقى لعبى ومتهور".. ولم تنجح أيضا لأن ملحنها هو كمال الطويل أحد رموز التلحين العربي في عصره الذهبي والتوءم الشرعي لصلاح جاهين.. وإنما لتضافر عوامل عديدة من مخرج عبقري استطاع اختيار كل شيء في الأغنية.. من ألوان الفساتين وأماكن التصوير وشكل وحجم لقطات التصوير إلى اختيار مدير تصوير ومونتير على درجة كبيرة من المهارة والموهبة!

كل ربيع وأنتم بخير..
الجريدة الرسمية