رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. بورسعيد تحتفل بشم النسيم رغم الحزن الذى يخيم عليها.. عاطف: لن نفرط فى تراثنا مهما تجرعنا مرارة الألم والظلم.. واحتفالات اللنبى عادة قديمة يتم خلالها حرق دمى للشخصيات المكروهة

فيتو

تمسكت بورسعيد بطقوسها بالاحتفال بعيد شم النسيم رغم ما تشهده المدينة الباسلة من حزن على شهدائها الذين سقطوا خلال الأحداث الماضية، والتى تعتبر أشد قسوة ومرارة من هزيمة عام 1967 أو العدوان الثلاثى فى عام 1956، كما تعتبر الأصعب من الغربة والهجرة والخوف من المعتدى.

التقت "فيتو" بعائلة خضير، والمشهورين بفن الخط العربى، وأحد أهم رموز بورسعيد، خاصة مع تخصصهم فى احتفالات اللنبى التى تقام كل عام بمناسبة شم النسيم، فى ورشتهم بحى العرب.

حيث قال عاطف خضير: "إن الاحتفال هذا العام سوف يشمل شخصيات كرهها المصريون من جميع التيارات والشخصيات العامة"، مضيفًا: إن المصريين من جميع أنحاء جمهورية مصر العربية تعوّدوا على حضور كرنفال اللنبى السنوى، ومشاهدة عروضهم الفنية التى ستنطلق قبل يوم شم النسيم لتستمر عدة أيام أخرى.

وأوضح أن المصريين توارثوا هذه العادات على مر العصور حتى وصلت إلى بورسعيد مع بدء حفر قناة السويس فى 25 أبريل 1859، حيث كان اليونانيون يشاركون المصريين الاحتفالات بشم النسيم، كما كانوا يشاركونهم عادة يونانية يحرقون فيها دمية مصنوعة من القش تسمى "جوادس" ترمز عندهم لإله الشر والعنف.

وروى خضير: إن أصل اللنبى يرجع إلى أنه عندما ألقى اللورد اللنبى القبض على سعد زغلول عقب اندلاع ثورة 1919 وقرر نفيه وآخرين للخارج عن طريق ميناء بورسعيد، خرج أهل المدينة لوداعه، فمنعهم بوليس المحافظة بأوامر من اللنبى، ولكن أصر الثوار البورسعيديون على العبور من الحصار، وسقط يومها 7 شهداء ومئات من المصابين، وكان ذلك يوم الجمعة 21 مارس 1919 ولكن لم يلحقوا به. 

فصنعوا دمية كبيرة من القش حاولوا أن تكون قريبة الشبه من اللنبى، وحاولوا حرقها، واعترضهم الإنجليز، فعادوا فجر اليوم التالى، وحرقوها بشارع محمد على الذى يفصل بين الحى العربى والإفرنجى، وقررت بريطانيا على أثر ذلك مغادرة اللنبى إلى بلاده فى 25 يونيو 1925 من ميناء بورسعيد أيضًا، وكان البورسعيدية فى انتظاره حتى يودعوه، وبالفعل كان وداعًا من نوع خاص، حيث جهز له البورسعيدية دمية كبيرة جدًّا مكتوبًا عليها اسمه وترتدى زيه العسكرى ورتبته العسكرية، وتم حرقها وتعالت ألسنة النار. 

وأصبحت منذ ذلك الحين عادة سنوية ببورسعيد، حيث تجتهد مجموعات من الشباب وتتسابق فى الحصول على قطع الأخشاب القديمة والأقفاص الخشبية لإشعال نيران حرق اللنبى، وتتجمع أعداد كبيرة من الأهالى لمشاهدة حرق اللنبى بعد الطواف به فى بعض الحوارى والشوارع الجانبية، وتتبارى كل مجموعة فى صنع أكبر دمية وزفها فى عربات كارو، وتنطلق مجموعات السمسمية والبمبوطية للرقص على الأنغام الشعبية ومواويل البطولات البورسعيدية والمقاومة الشريفة التى ضحت بحياتها فداءً لوطنها.

ومن جانبه قال مسعد خضير: "فى شم النسيم هذا العام، ينتظر البورسعيدية تجسيد وصنع دمى للأشخاص الذين ظلموا المدينة"، معربًا عن أمله فى فك حالة الاحتقان بالشارع المصرى فى كل المحافظات، وأن يتجمع المصريون كلهم بمختلف اتجاهاتهم السياسية على حب مصر، التى تنتظر منا جميعًا الكثير.

وأول شخصية جسدتها عائلة خضير البورسعيدية شخصية الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وشارون، بالإضافة لتجسيد العديد من القضايا الاجتماعية والجماهيرية التى لاقت حب واستحسان الجمهور البورسعيدى، كقضايا الدروس الخصوصية وحرامى الغسيل وغلاء أسعار اللحوم، وشبكات المحمول، وقضية الإدمان، وآثار المخدرات السلبية الخطيرة على المجتمع، والمستشفيات الاستثمارية، وقضايا الفساد ونهب الدولة، وأطفال الشوارع، والتسول والمتسولين الذين يأتون إلى بورسعيد عبر القطار.

وأكد مصطفى خضير أن محافظة بورسعيد لها طقوس خاصة للاحتفال بمناسبة شم النسيم، حيث يتحول الاحتفال إلى محاكمة شعبية لكل ظالم أو جبار من خلال دمية 'اللنبى' التى تطوف شوارع المدينة طوال ليلة شم النسيم، إلى أن يتم حرقها، فى مهرجان كرنفالى يحضره أعداد كبيرة من أبناء بورسعيد، وبعد ذلك تبدأ الاحتفالات على أنغام آلة السمسمية والفرق الشعبية وحتى شروق الشمس موعد الانطلاق إلى شاطئ البحر والحدائق.

الجريدة الرسمية