رئيس التحرير
عصام كامل

خريطة تحالفات إخوان لبنان قبل انطلاق الانتخابات النيابية.. تغازل المعسكر الليبرالي نكاية في «تيار المستقبل».. تفاوض الحزب الاشتراكي لفتح صفحة جديدة.. وتتجاهل السلفيين والأحباش وأنصار أحمد ال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تجرى الانتخابات النيابية في لبنان مايو المقبل، وتعد العملية برمتها بالنسبة للجماعة الإسلامية، «ذراع الإخوان في لبنان» مسألة حياة أو موت، لإثبات قوتها وأحقيتها في ممارسة العمل السياسي، بعد فترة توتر مع أغلب القوى السياسية، على رأسهم تيار المستقبل الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء سعد الحريري.


صراع مع تيار المستقبل
تحاول الجماعة إثبات نفسها، خصوصا بعد انفصالها عن التحالف مع تيار المستقبل، في جميع الدوائر الانتخابية المشتركة، في ظل الحساسيات السياسية التي تسيطر على الطرفين، ولاسيما بعد التغيرات التي تحدث في المنطقة، والمحاولات الجادة من أغلب الدول العربية لاجتثاث الإخوان وأذرعها من الحياة السياسية والعامة، وهو الأمر الذي كان في حسبان الحريري عندما فض الشراكة معها، حتى لاتنعكس تلقائيا على توتر علاقته مع مصر والسعودية، والدول الرافضة للجماعة.

ورغم المشهد الملغم في لبنان، وإحجام أغلب التيارات المدنية، عن التحالف مع الجماعة، وإعلان ذلك على الملأ، إلا أن الجماعة لاتزال رافضة عقد تحالفات شاملة مع الإسلاميين، ولجأت لوجوه مدنية، لإثباث سعيها للحداثة، والوقوف بعيدا عن التيارات الأصولية، لذا كان تحالفها مع الكاتب الصحفي صلاح سلام، رئيس تحرير جريدة اللواء، والذي يرأس إحدى اللوائح الانتخابية في بيروت الثانية.

كما حافظت الإخوان بكل قوة، على تحالفها مع التيار الوطني الحر، بجانب ضم بعض الشخصيات المدنية من أصحاب النفوذ الانتخابي والسياسي القوى، مثل رئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري، ولا زالت تحاول استقطاب وجوه مدنية أخرى، تحافظ من خلالها على تقربها من التيارات، صاحبة الصوت الأعلى في لبنان، في ظل الهجمة الشرسة على الإخوان، وفض تحالفها التاريخي مع تيار المستقبل الحاكم.

لا مجال للخلافات الأيديولوجية
الخلافات التاريخية والأيديولوجية مع الحزب التقدمي الاشتراكي، في لبنان، لم تمنع الجماعة من السعي إليه وإجراء مفاوضات قوية ومكثفة معه، من أجل فتح صفحة جديدة، وتجفيف الخلافات بينهم، والغريب أن مساعي الإخوان تجاه المدنيين، لم تجعل الجماعة تراجع أفكارا تجاه الإخوان المنشقين عنها، الذين يخوضون السباق أيضا، بعدما أعلنوا التبرؤ من الأفكار الأصولية، إلا أن الخارج عليها، ينتهي أمره، كما هو الحال في كافة الأقطار التي تنشط فيها الجماعة، وعبد المنعم أبو الفتوح، كان النموذج الأبرز في ذلك.

تجاهل الإسلاميين
تجاهلت الإخوان عقد تحالفات مع حركة «التوحيد الإسلامي»، لعدة أسباب، أهمها تراجع نفوذها بعد وفاة مؤسسها الشيخ سعيد شعبان، بجانب الانشقاقات الكبيرة بداخلها، الأمر الذي أثر على شعبيتها وبات هناك انقسام كبير في جماهيرها، وبالتالي لم تعد ذات قيمة انتخابية، وكذلك جماعة الأحباش التي تعاني من أزمات داخلية، وبجانبهم بقايا أنصار الشيخ أحمد الأسير، صاحب الشعبية الأكبر بين السلفيين بسبب أزماته مع الدولة.

ترسل الإخوان عددا من الرسائل بهذه التحديات، أهمها أنها لاتزال ترى في نفسها، حركة إصلاحية، أقرب إلى المدنيين من الإسلاميين، وخصوصا المتشددين منهم، كما تثبت إصرارها على ممارسة السياسة، رغم الرفض المتزايد لها في كل البلدان العربية، وليس لبنان وحده.
الجريدة الرسمية