رئيس التحرير
عصام كامل

نساء خارقات.. 10 لبنانيات في قوة نزع الألغام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قرروا تحدي الصعاب، ونفي كلمة مستحيل من قاموس المرأة وتحويلها إلى ممكن، مؤكدين تخطي جميع الصعاب، واتجهوا بخطوات واثقة نحو مجتمع أفضل ليشعلن شمعة تلو الأخرى من أجل رفع اسم ومكانة المرأة عاليا.


وعلى الرغم من أن المرأة نصف المجتمع إلا أنها تستطيع المشاركة في جميع أعمال المجتمع، وخاصة المهمات الجسدية الشاقة التي طالما احتكرها الرجال لما تتطلبه من قوة بدنية متجهين إلى مناطق نائية تبعد عن القرى قدرًا من المسافات الطويلة، مرتدين زيًا ذكوريًا ويحملن حقائبهن أدوات مسح غير تقني من تحديد المناطق ومقدرات الاتجاهات والزوايا، للكشف والتنقيب عن الألغام والمخلفات الحربية الناتجة من تأثير الحروب.

10 فتيات
وانضمت أكثر من عشر فتيات إلى القوة الميدانية المتخصصة في نزع الألغام ضمن منظمة "ماغ" الخيرية، العاملة جنوبًا تحت إشراف الجيش اللبناني، ولم يكن إعلان منظمة "ماغ" عن حاجتها توظيف فتيات للعمل في مجال التنقيب عن الألغام والقنابل العنقودية مستهجنًا لدى الجنوبيين فقط، بل حتى لدى العاملين ضمن فرق المنظمة، التي كانت "إدارتها مترددة برغبتها نقل التجربة العالمية في هذا المجال إلى لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني".

لكن ازداد تعجب المنظمة من كثرة الطلبات المقدمة للعمل من الفتيات الجنوبيات، فبمجرد قبول أول 10 فتيات للعمل بعد اجتيازهن دورة التأهيل، تلقوا العديد من الطلبات الجديدة لأخريات راغبات بالانضمام للعمل في حقول الجنوب، التي مازالت تحتاج لأعوام لتنظيفها نهائيًا من مخلفات عدوان 2006.

الرغبة في الانتقام
وانضمت فاطمة غندور "28 سنة" إلى منظمة "ماغ" رغبة في الانتقام من اللغم الذي نال من والد خطيبها قبل أعوام، لكنها لا تخفي أن المردود المالي هو الذي شجعها أكثر بقولها: "أنا أعمل بنزع الألغام صباحًا ومساءً في إحدى المؤسسات المالية، لأتمكن من إعانة خطيبي كي نؤمن مستلزمات زواجنا، لا سيما أن متطلبات الحياة باتت كثيرة جدًا".

وأشارت إلى أن المهمة شاقة، كما أنها خطرة لأن الخطأ الأول فيها يكون الأخير، وأضافت أنها بوجود الإرادة والتشجيع تتابع طريقها، وقالت: «متعة العمل ضمن الأخطار جعلت المهمة غير مستحيلة بالنسبة لي».

بينما آمال نادر "32 سنة" انضمت إلى مهنة المخاطر والعمل بين الألغام والقنابل العنقودية لتعزز انتمائها إلى أرض الجنوب والإحساس بالبطولة كونها تنظف أراضي الجنوب من حقد الصهاينة.

900 دولار أمريكي
أما فاطمة بحمد "30 سنة"، فلم تجد أفضل من العمل ضمن فرق "ماغ" لضمان دخل يمكنها من إعالة أولادها وعدم حرمانهم أي شيء، فهي امرأة مطلقة ولا ترغب في الاعتماد على أحد، وتعد هذه الوظيفة تحديًا لقدراتها النسوية إضافة إلى أنها تقدم لها عائد مادي يصل إلى "900 دولار أمريكي شهريًا"، مشيرة أن هذه المهمة اعطتها ثقتها بنفسها وغيرت نظرة المجتمع لها كونها امرأة مطلقة فلم تعد المرأة المطلقة الضعيفة.

وتحدت ليلى عبود "22 سنة" إرادة والدتها الرافضة انضمامها إلى "ماغ"، كونها امرأة، والتي لم تتقبل فكرة تركها لمهنة التدريس، وكانت تغلق عليها أبواب المنزل لتمنعها من الانضمام إلى التدريبات اليومية الخاصة بالمنظمة، لكن والدها هو من شجعها على الاستمرار.

وأوضحت ليلي، رغبتها الحقيقة في الانضمام إلى المنظمة، فهي انضمت حكرًا على الرجال وظنهم أنه في مقدور النساء مزاولة هذه المهنة، لكنها فعلتها وتحدت الجميع، مؤكدة انها عرفت معنى التحدي والنجاح وسط هذه الحقول وتحت أشعة الشمس.
الجريدة الرسمية