أطعمة شم النسيم.. أتستبدلون الخبيث بالطيب
مع اقتراب موسم شم النسيم، تصدر وزارة الصحة كل عام، العديد من البيانات التي تحذر من خطورة الفسيخ على الصحة العامة، الذي قد يسبب الموت في بعض الأحيان، وتعلن المستشفيات حالة الطوارئ لاستقبال مصابي التسمم الغذائي في ذلك اليوم.
ومع كل هذه التحذيرات يرفض غالبية المصريين الانصياع لها، حتى أن مرضى الضغط والكلى والكبد يكونون أحرص الناس على تناول الفسيخ على الرغم من تداعياته الخطيرة على صحتهم ولسان حالهم يقول "هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا".
لكن أما آن الأوان أن نعيد تقييم عاداتنا وتقاليدنا، فنبقي على النافع ونستبعد الضار منها. يقول الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت": "إننا يجب أن نتعامل مع أفكارنا مثل سلة تفاح فإذا كانت لدينا سلة تفاح بعضها فاسد والبعض الآخر سليم فيجب أن نفرغ السلة كلها أولا ثم نستبعد الفاسد ونعيد السليم إليها وكذلك العادات يجب إعادة فرزها".
السمك قبل التمليح أو التدخين مفيد للصحة وغني بالبروتينات والفيتامينات ولكن مع تمليحه أو تدخينه تنمو فيه البكتيريا لتكون مواد سامة فلماذا لا نستبدل السمك الطازج المشوي أو المقلي أو غير ذلك من طرق إعداده المتنوعة بالفسيخ والرنجة واعتماد ذلك عادة للمجتمع المصري يشجع عليها الإعلام ووزارة الثقافة.
عندما طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى أن يدعو الله لهم أن يرزقهم البقوليات والبصل والعدس بديلا عن السلوى وهو طائر أشبه بالسمان أو السمان نفسه بحسب بعض التفاسير قال الله تعالى لهم في أسلوب استنكاري "أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ"، رغم أن هذه الأطعمة لا تضر بالصحة، لكنها أدنى في المرتبة فما بالنا نحن بالفسيخ والرنجة التي تعتبر سموم في هيئة طعام.
علينا أن نستبدل الطعام الطيب بالفاسد فيقول الله تعالى في كتابه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، وبالطبع ليس الفسيخ أو الرنجة من الطعام الطيب، ولكن السمك من الطيبات، فقال الله تعالى عنه "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا"، فالصحة أمانة من الله، والمعدة بيت الداء، فتخيروا طعامكم واحفظوا أمانة الله.