المعارضة السورية: تهديدات بشار لإسرائيل تمثيلية.. كيلانى: ضرب سوريا تم بالتنسيق بين الأسد وتل أبيب..ناعورة: لا يستطيع أن يرفع رأسه أمام أسياده وصانعيه.. كويفاتية: يستكمل مسرحية والده
جاء ضرب إسرائيل لمواقع سورية وخروج رد فعل النظام السورى بأنه سيقوم بالرد على هذه الغارات وإعلان الحرب رسمياً على إسرائيل خلال ساعات يثير سخرية المعارضة السورية وأعضاء الجيش السورى الحر الذين اعتبروا تهديدات بشار تمثيلية هزلية يستكمل بها مسيرة والده حافظ الأسد.
ويرى البعض أن هذه التمثيلية هدفها استعطاف المعارضة والتصور على أن هناك عدوا يجب التوحد ضده مع أن الحقيقة أن بشار الأسد صنيعة أمريكية إسرائيلية حسب وصفهم- ولا يستطيع أن يرفع رأسه أمام أسياده .
كما يرى البعض الآن أن إسرائيل مستفيدة من الغارات التى قامت بتنفيذها على بعض المنشآت السورية وهى أن تثبت لدول المنطقة أنها أصبحت قوى عظمى تستطيع أن تضرب أى دولة فى أى وقت تقوم بتحديده.. ولكن جاء تدخل إيران على نفس الخط بعد تردد مقتل جنود لها فى هذه الغارات مما يؤكد أنه من الممكن أن يحدث تنسيق بين بشار وإيران لضرب إسرائيل.
أكد الدكتور محمد دامس كيلانى، عضو هيئة أركان المجلس العسكرى للجيش السورى الحر، أن هناك تنسياق بين الجانب الإسرائيلى ونظام بشار الأسد بضرب أهداف سورية وباستكمال تدمير البلد وتحطيم مقوماته.
وقال إن التنسيق بين إسرائيل ونظام بشار الأسد يتم من خلال موسكو والتي ترتبط بعلاقات قوية مع تل أبيب، مشيراً إلى أن سفينة الإنزال الروسية العملاقة أزوف رست في حيفا لأول مرة الأربعاء الماضي تنتقل للمناورة أمام سوريا والتهيئة لعملية إخلاء محتملة.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي في هذا التوقيت يغطى إعلاميا وسياسيا على مذابح التطهير العرقي في منطقة بانياس وعلى المجازر البشعة هناك.
ولفت إلى أن بشار كان يريد أن يخرج تنديد من الجامعة العربية بالعدوان ليضع النظام السوري في موضع المعتدى عليه والمظلوم وهو ما يشتت أبعاد الصورة.. فضلاً عن أنه يحاول الاستفادة من الاعتداء الإسرائيلي لمحاولة تشويه الثورة وأهدافها واتهام مقاتليها بالعمالة للخارج وللدولة العبرية تحديدا.
وأضاف أن التصرف الإسرائيلي يعطي غطاء لستر عورات حزب الله السياسية والأخلاقية، وذلك بتسويق مواقفه أمام مناصريه والرأي العام العربي والإسلامي وكأنه مساند مناصر للأسد في مواجهة عدوان إسرائيلي، ونفس المسألة تنطبق على الأطراف العراقية المشاركة في جرائم الإبادة في سوريا لتصوير مواقفها على أنها جهاد ومواجهة للاحتلال، مشيراً إلى أن العدوان على سوريا يشكل مبررا لإيران للتدخل مباشرة في دعم الأسد والمساهمة الفعالة في جرائمه بذريعة صد عدوان خارجي.
واوضح أن إسرائيل تريد رسم أبعاد اللعبة من جديد والتسيد في المنطقة كقوة إقليمية تضرب من تشاء كيفما تشاء وقت ما تشاء! وهو أمر قد تستخدمه مستقبلا لتدمير ما بقي من مقدرات سوريا العسكرية حال سقوط النظام ووصول تيارات للحكم ليس بينها وبين تل أبيب تنسيق.
وتابع أن إسرائيل تحول بضرباتها الاهتمام الإعلامي والسياسي بتهويد القدس وزيادة وتيرة الاستيطان بالدخول في مغامرات عسكرية في سوريا محسوبة.. فضلاً عن أن المحصلة يبدو أن الأسد والاحتلال يلتقيان في الاستفادة من الضربة الإسرائيلية لسوريا، سوريا والتي يدمرها نظام الأسد حجرا وبشرا وتاريخا ومكانة وقيما وتعايشا.
من جانبه أكد زهير ناعورة، عضو جبهة علماء حلب، من مقر إقامته بتركيا، أن بشار الأسد لا يستطيع أن يتجرأ ويرفع رأسه أمام أسياده وصانعيه من إسرائيل، مؤكدا أنه الحارس الأمين للمصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وقال ناعورة، إن حديث بشار عن ضرب إسرائيل خلال ساعات بعد الغارات التى قامت بها الأخيرة على سوريا لا تتعدى كونها تمثيلية، مشيرا إلى أن الضربة التى قامت بها إسرائيل لسوريا محاولة لشغل وسائل الإعلام عما يرتكبه الأسد من مجازر فى حق الشعب السورى.
وأضاف أن بشار يهدف من إعلانه الحرب على إسرائيل، إلى الظهور وكأنه بطل، بعد الضربات التي تعرض لها في السابق من قبل إسرائيل، والتي وضعته في موقف محرج أمام العالم، وخصوصا ممن خدعوا بممانعته وخطاباته الكاذبة، مشيراً إلى أنه تم قصف سوريا أكثر من 18 مرة من قبل إسرائيل، وفي كل مرة يخرج النظام متوعدا برد قوي، قائلا: "نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان" دون أن يفعل شيئا.
وأكد كمال سعيد, رئيس لجنة الإغاثة بتنسيقة الثورة السورية، أن إسرائيل حليف استراتيجى لنظام بشار الأسد، وما تقوم به من غارات على قاسيون وجمرايا، تغطية لهذا الحليف على ما يقوم به النظام من مجازر في المدن السورية ومذابح في بانياس والبيضة وتطهير عرقي في القرى العلوية والسنية.
وقال إن كان بشار الأسد صادقاً فى حديثه حول إعلان الحرب على إسرائيل خلال ساعات من المؤكد إنه تم الاتفاق مع إيران الحليف الرسمى للنظام".
وأوضح أن ما تقوم به إسرائيل فى سوريا، ورد فعل النظام السورى، ووضع إسرائيل على إنها عدو يجب مواجهته "كلام فارغ" ومحاولة من الأسد لاستعطاف المعارضين السوريين للتوحد ضد عدو مصطنع ووهمى يربطه علاقات قوية مع النظام.. مستبعداً أن ينضم أى شخص من المعارضة للنظام السورى.
واستنكر سعيد رد فعل جامعة الدول العربية والرئيس محمد مرسى حول إعلانهم التنديد ضد الغارة الإسرائيلية على النظام السوري.. قائلاً "لم نر مرسي يندد بمذابح بانياس والتنكيل بالأطفال والنساء وأكثر من 2000 شهيد في 48 ساعة".
قال مؤمن كويفاتية, نائب رئيس الهيئة الاستشارية التنسيقية الثورة السورية فى مصر, إن حديث بشار الأسد حول إعلان الحرب على سوريا يصلح أن يكون مطلعا لأغنية لغلام صغير.
وأضاف أن الأسد هو الذى سمح لإسرائيل بالتوغل فى الأراضى السورية من خلال سحبه للواءين من الحدود ليقتل بهم شعبنا السوري، وليدافع بهم عن نظامه الساقط، حتى وعندما كانوا موجودين هناك ماذا فعلوا عندما أغارت إسرائيل عدة مرات على الأراضي السورية، لم يكن جوابهم إلا أنهم يحتفظوا بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.
وأوضح أن بشار كان يوجد بينه مفاوضات وبين إسرائيل من تحت الطاولة.. إسرائيل قائمة على أوجها، والحال مثله بالغارة الجوية الأخيرة التي أثبت فيها أنه عميل، وأنه فاقد الصلاحية، وعاجز عن فعل أي شيء للوطن سوى تدمير المدن والأحياء والمنازل وقتل السوريين.
وأشار إلى أن الأسد لم يتوان عن استخدام أي سلاح فتاك بحق الشعب السوري وحتى الكيماوي، وأنه لن يستطيع أن يفعل ذلك مع إسرائيل إلا بموافقة روسيا المصدرة له السلاح. وفقاً لاتفاقيات بينهما.
وأشار إلى أن هذا الاعتداء هدفه فى الأساس التغطية على جرائم آل الأسد ومذابحهم بحق أهلنا في بانياس اليضا وطرطوس راس النبع والبساتين المجزرة المستمرة منذ أيام بقصد التطهير العرقي لإتاحة المجال للتقسيم بما يخدم مشروع التقسيم.
وأوضح أن هذه الضربة كانت وقائية لإسرائيل وشيء لابد منه لعدم نقل الصواريخ وحتى لا تصل بأيدي الثوار، وكانت الضربة في هذا الوقت بالتحديد كتحصيل حاصل ولإعطاء هذا المجرم بشار وعصابته شيئا من الهالة الوطنية أنه يُقصف من إسرائيل وأن عليه مؤامرة.
ونوه إلى أن هذه الأحداث من أولها إلى أخرها مسرحية متفق عليها كما هي مسرحية حرب ال 67 التي باع فيها حافظ الأسد الجولان مقابل وصوله، وال 73 من أجل تحريك ما سمي بعملية السلام.
وأضاف أن النظام السورى يشعر حالياً أن الأمور تخرج من يده فهو بالتالي يقوم على عملية التطهير الطائفي لتكوين الدويلة العنصرية الطائفية بالساحل السورى، وهذا يتطلب مسرحية من الطراز الثقيل بالتعاون على الدوام مع سيدتهم إسرائيل