رئيس التحرير
عصام كامل

احتفالية «الألمبي» تشعل المنافسة بين الفنانين.. بورسعيد تجسد اللمبي بشم النسيم لتُنكل به.. التاريخ يحضر في الاحتفالات.. احتفالية ضد الطلاق وأخرى تنتقد فيس بوك (فيديو)

فيتو

لمحافظة بورسعيد طقوس خاصة في يوم الاحتفال بشم النسيم، تعرف باحتفالية «الألمبي»، و"الألمبي" هي عادة يمارسها البورسعيدية منذ جلاء الاحتلال عن المدينة في 1956 أن تُصنع الدمى ويقوم الأهالي بالتنكيل بها أو بحرقها كناية عن رفضهم للظواهر السلبية الاجتماعية أو السياسية.

وتصنع الألمبي من الفوم والحديد والكارتون، وترتدي الملابس وباروكة الشعر، وتعتبر من أهم مظاهر الفولكلور البورسعيدي كل عام في شم النسيم.

تاريخ "الألمبي"
ترجع تسمية الدمية بـ"اللمبي" كتحريف لاسم اللورد "إدموند هنري ألنبي" المندوب السامي لبريطانيا بمصر في عام 1917 الذي عرف ببطشه بالمصريين، وكان من المفترض أن يستقبل ألنبي في ليلة شم النسيم ببورسعيد، لكن البورسعيدية رفضوا استقباله وقاموا بعمل مظاهرة مضادة كبيرة، وأحرقوا فيها دمية تمثل اللورد اللمبي.

ومنذ ذلك الوقت وأصبحت فكرة حرق اللمبي أو الاستهزاء به موروثا شعبيا ببورسعيد، ينتقد بها البورسعيدية كل عام في ليلة شم النسيم ظاهرة سياسية أو اجتماعية مختلفة وذلك في احتفالات جمة تجتاج المحافظة ويحضرها الآلاف على نغمات السمسمية.

خضير والسعيد
وهناك فنانان تشكيليان يبدعان كل عام في عمل مهرجانين للألمبيات وينتظر أهالي المحافظة أعمالها بشغف، وهما الفنان "محسن خضير" وهو من نسل عائلة خضير، وهي إحدى أكبر عائلات المحافظة الفنية والثقافية، وله باع من عشرات السنوات في صناعة دمية الألمبي، والفنان الثاني هو الفنان الشاب "محمد السعيد" ويأتي له المواطنون خصيصا من كل بورسعيد.

دخلت عدسة "فيتو" ورشة الفنانين "محسن خضر"، و"محمد السعيد " لنتعرف على أجواء صناعة دمي اللمبي، والظاهرة التي قرر كل منهما أن ينتقدها من خلال الدمى.


خضير وفيسبوك
وقال الفنان محسن خضير، الذي حافظ على ذلك الموروث لعشرات السنوات، إنه يخصص احتفال هذا العام بمهرجان "خضير للألمبيات" لظاهرة مساوئ استخدام فيس بوك ودوره في تدهور العلاقات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء.

وأضاف خضير لـ«فيتو»: للأسف فيس بوك يتم استخدامه بشكل خاطئ، وأصبح من أهم أسباب المشكلات التي تندلع بين المواطنين.

ولفت خضير أن دمى هذا العام تلقي الضوء على بعض النماذج التي تستخدم فيسبوك بشكل خاطئ، مثل الرجل الكهل الذي يكذب من خلال فيسبوك ويقنع الفتيات أنه شاب ليقعوا في شباكه.

السعيد والطلاق
فيما أعلن محمد السعيد أن اسم مهرجانه هذا العام سيكون "يعملها الكبار ويتظلم فيها الصغار"، وقال إنه قرر مناقشة ظاهرة الخلع والطلاق، لأن بورسعيد هي المحافظة رقم 1 في نسب الطلاق على مستوى الجمهورية.

وأضاف: الطلاق يعصف بالأسرة، ويتسبب في خروج أطفال لديهم مشكلات نفسية أو عقد اجتماعية، أو خروج أطفال منحرفين، يلجأون لأصدقاء السوء أو الفكر المتطرف الإرهابي.

وأشار الفنان التشكيلي إلى أنه استمع لقصص طلاق، واستمد منها قصص الدمى.

جدير بالذكر أن محافظة بورسعيد تعتاد في كل عام أن تنظم تلك الاحتفالية في ليلة شم النسيم مساء اليوم الأحد، وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الذي يليه الإثنين.
الجريدة الرسمية