رئيس التحرير
عصام كامل

الخرباوي أشرفكم وأطهركم!


لا يتقاضى ملايين الجنيهات الشهرية أو السنوية ليقدم برنامجا هنا أو هناك أو ليعمل مستشارا لجهة خاصة أو عامة بل العكس تماما ولم يحصل على أموال من شركات أو بنوك ولا توجد دار نشر احتكرته بعقود ملزمة مقابل مبالغ أسطورية لا نعرف من ورائها وما سببها وما مقابلها أصلا! بل معه كان العكس تماما فربما لم يحصل حتى الآن على باقي مستحقات كتبه البالغة الروعة والشهرة والانتشار.. وحورب في رزقه وسحبت من مكتبه أو منعت عنه عشرات القضايا بتعليمات من الإرهابية!


لم يدع إلى الخارج من ملوك وحكام أو من أميرات وأمراء أو كرمته دور نشر وصحف ومؤسسات غربية مشبوهة ولم تستعمله أي جهة وما يقوله منذ سنوات هو ما يقوله اليوم.. لم يذهب ويجئ كغيره وليس له مواقف متشابهات تختلط فيها الآراء إنما نتبين له الأبيض من الأسود من المواقف حتى يمكننا معرفة رأيه في أي حدث ببوصلة جيدة الصنع لا تخيب ولا تميل وهو الأكثر شهامة والأطيب لسانا وأدبا مع الصغار والكبار على السواء!

لم نره في معركة واحدة لأسباب خاصة أو لأهداف شخصية ولم نره متكسبا من إحداها أو مرتزقا من أخرى بل كتب أروع دراما عن التنظيم السري للإخوان دون أن يتقاضى ملايين كالآخرين بل ولم يجد غير الإذاعة الوطنية مشكورة لتنتجه بإمكانياتها البسيطة ولا يجد حتى الآن من ينتج الجزء الثاني في بلد يحارب ـ أو من المفترض أنه يحارب ـ الإخوان وتنظيمها السري! وهو متجدد ومتطور تلمح جديدا عنده على الدوام بل صقلته الأيام والمعارك فقدمته من جديد مجتهدا في كتاب الله وروائيا تأخرنا في اكتشافه بل تأخر في اكتشاف نفسه!

أما من يقولون لا نثق في من كان في الإخوان! ورغم أن الإخوان أنفسهم من سربوا المقولة ليرددها غيرهم فيتسببون في إحباط الرجل وعقابه لكن على من يرددون ذلك أن يمزقون كتب الشعراوي وقد كان منهم ويحرقون كتب الغزالي وقد كان منهم ويلقون بدراسات الباقوري ودروسه التليفزيونية في البحر ويهدمون ما بناه عبد العزيز كامل بوزارة الأوقاف فقد كان منهم وقد كان حقا وزيرا فذا عينه عبد الناصر فقضي فكريا على ما تبقى للجماعة وعلى هؤلاء أن يلعنوا السندي وقد تاب وأناب وقد كان أيضا منهم وعليهم أن لا يصدقون على عشماوي وهو صاحب أصدق شهادة فيهم وقد كان ـ طبعا ـ منهم!

و"يعيش الخرباوي مقاتلا جسورا روحه على كفيه يقول الحق عن الجماعة وفكرها وتنظيمها وشكلها وجوهرها وكل ما له صلة بها بل يمثل أقصى درجات التشدد ضدها وضد من فيها ولم يخرج في تزاحم على القيادة أو بكتف قانوني من الشاطر أو غيره وتركها وتركهم لأسباب عقلية منطقية موضوعية" وليس لأسباب فيزيائية ضاق التنظيم بسببها على أصحابه! ولم يكن قريبا من السلطة ولم تقربه منها أي سلطة ولم يتنقل في دعم كل سلطة ولا يرفض تصديقه ـ في خلاصة الكلام ومع كامل الاحترام للجميع ـ إلا من في عقله نقص أو في نيته سوء أو في ضميره سواد وهذه شهادة لله وهو سبحانه شهيد عليها وعلى صاحبها!

لذا.. فلتخرس الألسنة ولتتوقف الإيماءات والإشارات وليلتزم كل من يفعل ذلك مكانه وحدوده.. ولدينا على كل منهم الكثير لكننا نرتب أولوياتنا ونحدد معاركنا بمعيار مصالح الوطن وليس بعقد النقص ولا بالغيرة القاتلة ولا بشهوات الانتقام!

ولكن انتبهوا.. فللصبر حدود وللضرورة دائما أحكامها!
الجريدة الرسمية