رئيس التحرير
عصام كامل

رجال أبو شقة يحكمون «الوفد».. «فيتو» ترصد «حرب التربصات» وسيناريوهات المستقبل.. قورة: إنهاء الانقسامات وتوحيد الصفوف وعودة المفصولين أهم الأولويات.. سباق: الإدارة جماعية

المستشار بهاء أبو
المستشار بهاء أبو شقة

كثيرون من المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي المصري تنفسوا الصعداء، وأبدوا ارتياحهم لانتهاء ماراثون انتخابات رئاسة حزب الوفد بفوز المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان، بالمنصب، مختتمًا حقبة زمنية شهدت الكثير من الخلافات والنزاعات التي أضعفت من شأن الحزب العريق، وهددت تاريخه الذي يضرب بجذوره لنحو قرن من الزمان.


كواليس المعركة الانتخابية في “بيت الأمة”، والأولويات التي يضعها الرئيس الجديد نصب عينيه، ترصدها “فيتو” في التقرير التالي:

يخطئ من يتوهم أن أبوشقة، صاحب الأعوام الثمانين، بخبرته السياسية، والقانونية الطويلة، لم يستعد لهذه المعركة منذ وقت طويل، فالمستشار يتمتع بشعبية واسعة بين أعضاء الوفد، ربما تفوق شعبية الرئيس السابق السيد البدوي، وله العديد من الأنصار والمؤيدين داخل الحزب وخارجه.. وعلى سبيل المثال من أهم مؤيديه طارق سباق، نائب رئيس الحزب، ومدير حملته الانتخابية، والذي يحرص دائمًا على التواجد حيث يكون أبوشقة، الذي يمثل بالنسبة له مثله الأعلى سياسيًّا.

أبوشقة، الذي كان يتولى منصب الرجل الثانى في الحزب سكرتيرا عاما، نجح في الاستحواذ على ثقة وتأييد قيادات مهمة في الوفد مثل الوزير الأسبق منير فخري عبد النور، ومحمود أباظة الرئيس الأسبق للحزب.

امتدت تربيطات أبوشقة، خلال فترة الدعاية الانتخابية، إلى المحافظات المختلفة مع رؤساء وأعضاء اللجان، ومنهم الدكتور مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، والذي أعلن صراحة من البداية دعمه لأبوشقة، وقدامى الوفديين أمثال أحمد عز العرب، ومحمود السقا، الرئيس الأسبق للحزب، وأحمد عودة، الرئيس الشرفي، وأيضا ترددت أقاويل حول دعم عمرو موسى، المرشح الرئاسي الأسبق له في الانتخابات من خلال اتصال بينهما.

ومن القيادات الحزبية أيضا القيادي الوفدي ووكيل البرلمان الأسبق، محمد عبد العليم داود، صاحب الخلافات الكثيرة مع البدوي، وكثيرا ما عارض قراراته، وموقفه كان واضحا من البداية بالوقوف بجانب أبو شقة.

عبد العليم داود، دائما ما كان يتواجد بصحبة أبوشقة في الحزب، وثمة علاقات وطيدة تربط بينهما، خاصة أن أبو شقة لا يفرض رأيه على أنصاره أيًّا كان سنهم أو مستواهم، وقد يتراجع أمام رأي الأغلبية، فداود وقف بكل ما لديه من طاقة وقوة لدعم أبوشقة، في مواجهة المرشح المنافس المهندس حسام الخولي، نائب رئيس الحزب.

أما اللواء سفير نور، عضو الهيئة العليا بالحزب، فلا يغادر مكتب المستشار بهاء أبو شقة، ويرافقه كظله في تحركاته.

لم تمر عدة أشهر على إعلان المستشار بهاء أبوشقة استقالته من حزب الوفد، احتجاجًا على منعه من ترؤس الهيئة البرلمانية للحزب، في أواخر دور الانعقاد الثاني، حتى أعلن عزمه الترشح لرئاسة الوفد، وظلت الاستقالة قائمة لأيام، لكن لم يهدأ أنصاره ورجاله في الحزب حتى أقنعوه بالعدول عنها، وسرعان ما عقد اجتماع للهيئة العليا وتم رفض الاستقالة بالإجماع، وعاد أبوشقة إلى الحزب.

اتخذت الهيئة العليا للحزب أيضا قرارا بعدم ترشح رئيس للجنة في البرلمان لرئاسة الهيئة البرلمانية للحزب، وهو ما يعنى عدم جواز تولى أبوشقة رئاسة الهيئة البرلمانية؛ نظرًا لكونه يتولى رئاسة اللجنة التشريعية، لكنه رفض هذا الأمر وحشد أنصاره للتصويت ضد القرار داخل الهيئة العليا ليتولى رئاسة الهيئة البرلمانية مرة أخرى بعدما خرج منها عنوة.

من جانبه، قال المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا بالوفد: إن من أهم الأولويات بعد انتخاب المستشار بهاء أبوشقة، توحيد الصفوف، ولم شمل الوفديين وإنهاء الانقسامات داخل الحزب، وعودة المفصولين، وهو الدور المطلوب في الوقت الراهن لتحقيق الانسجام وإعادة الالتحام بين الأعضاء، لافتا إلى أنه لا توجد تفرقة بين وفدى قديم ووفدى جديد.

من جانبه، أكد طارق سباق، نائب رئيس الحزب، أن الوضع سيختلف تمامًا في عهد أبو شقة؛ نظرا لأن الإدارة ستكون ديمقراطية، وجماعية وليست فردية، والقرار سيتخذ من الجميع، وستتكون لجنة لإجراء مصالحة شاملة، معربًا عن تفاؤله بأن المستقبل مع أبوشقة سيكون في ازدهار، وستظهر الثمار خلال شهور من الآن، وبعد عام سيتم عرض الحصاد والنتائج.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية