مفاجأة فجرها موقع «معلومات الحرب»: إسرائيل روجت قبلًا لضربتها الجوية على سوريا.. الكشف عن مخطط إسرائيلى أمريكي سعودى قطرى لضرب دمشق.. والغارات الجوية الإسرائيلية تؤكد يأس الغرب من الوضع بالش
مفاجأة غريبة ظهرت فى تحليل الكاتب تونى كارتلوسى الذى نشره فى موقع "Infowars" فى اليوم السابق لضرب إسرائيل لدمشق، مؤكداً على تسريب إسرائيل لمعلومات حول الضربات الجوية التى قامت بها ضد سوريا على طول الحدود اللبنانية السورية - وفقًا لشبكة "سى إن إن" - وذكرت أن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل نفذت غارة جوية فى سوريا.
وأشار المسؤلان الأمريكان إلى أن إسرائيل قالت من فترة طويلة إنها ستضرب الأهداف التى تثبت أنها تنقل أى أنواع من الأسلحة إلى حزب الله أو الجماعات الأخرى - التى وصفها بالإرهابية- وكذلك فى أى جهد لتهريب الأسلحة السورية إلى لبنان بشكل يهدد إسرائيل.
وأكد "توني" أن ذلك هو الذريعة الواهية التى تستخدم إسرائيل فى هجومها، فى وقت سابق هذا العام على الأراضى السورية، أما الجماعات الإرهابية الأخرى التى تدعى إسرائيل أنها تقلقها، فإنها تمول بالفعل وتوجه من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية كجزء من عملية طويلة الأمد، للإطاحة بإيران وسوريا
وقد ذكر سيمور هيرش فى نيويورك 2007 أنه "لتقويض إيران، ذات الأغلبية الشيعية، قررت إدارة بوش، إعادة ترتيب أولوياتها فى الشرق الأوسط، فى لبنان تعاونت الإدارة مع الحكومة السعودية، السنية، فى عمليات سرية تهدف إلى إضعاف حزب الله، المنظمة الشيعية التى تدعمها إيران، وقد قامت الولايات المتحدة أيضاً بعمليات سرية تستهدف إيران وحليفتها سوريا
وقد كانت إحدى النتائج الجانبية لتلك الأنشطة دعم المجموعات السنية المتطرفة التى تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهى معادية لأمريكا ومتعاطفة مع القاعدة، وذكر هيرش "لقد أدى التحول فى السياسة السعودية وإسرائيل إلى تبنى استراتيجية جديدة، لا سيما أن كلا البلدين ينظر إلى إيران على أنها تهديد وجودي، وشاركوا فى محادثات مباشرة، والسعوديون يعتقدون أن قدرا أكبر من الاستقرار فى إسرائيل وفلسطين يعطى إيران نفوذا أقل فى المنطقة، وأصبحت أكثر انخراطا فى المفاوضات العربية الإسرائيلية".
ذكر تونى فى تحليله ما جاء فى حديث مسئولين سعوديين حول التصرف ذي توازن دقيق يجب أن تضطلع به دولتهم لإخفاء الدور فى دعم طموحات الولايات المتحدة وإسرائيل فى المنطقة:
"وقال السعوديين إن بلادهم أخذت المخاطر السياسية من خلال الانضمام إلى الولايات المتحدة فى مواجهة إيران: وأنها قريبة جداً من إدارة بوش. ليقول الدبلوماسى السابق بندر "لدينا اثنين من الكوابيس من إيران للقنبلة النووية، وأيضًا الخوف من مهاجمة الولايات المتحدة لها".
وأكد أن ذلك يكشف عن الطبيعة الحقيقية للهجمات، وهى نتيجة فشل وكلاء الولايات المتحدة، والسعودية، وإسرائيل داخل سوريا وأنهم بحاجة ماسة للوقوف والتدخل العسكرى لإنقاذهم، بينما يترك كل ما تبقى على الولايات المتحدة للتصعيد العالمى.
وأشار تونى إلى أن تفسير إسرائيل لسبب ضرب سوريا الواهى هو الأفضل من وجهة نظرها، وهو علاقتها الطويلة الموثقة مع تمويل وتسليح "الجماعات الإرهابية" يجعلها تخشى أن تقع الأسلحة فى أيديهم.
وأكد أن الضغط الذى وضع على الحدود السورية من قبل إسرائيل وشريكتها تركيا -رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان فى الشمال- هو جزء من خطة موثقة لتخفيف الضغط على الجماعات المسلحة والممولة من الغرب وإسرائيل، فتمويل وتسليح الثوار من قبل السعودية وقطر ينهار حالياً داخل سوريا.
ويصف معهد بروكينجز، فى مذكرة الشرق الأوسط رقم 21 " تقييم الخيارات لتغيير النظام (قوات الدفاع الشعبي)، الجهود الإسرائيلية فى جنوب سوريا، جنبا إلى جنب مع تركيا أنها مواءمة وعبارة عن كميات هائلة من الأسلحة والقوات تنتشر على طول حدودها إلى الشمال، يمكن أن يساعد وله تأثير عنيف لتغيير النظام فى سوريا.
وجاء فى الصفحة 6 من تقرير معهد بروكينجز" المخابرات الإسرائيلية لديها معرفة قوية عن سوريا، وكذلك هناك أصول داخل النظام السورى يمكن استخدامها لتخريب قوة قاعدة النظام والضغط من أجل إزالة نظام الأسد, وبالنسبة لإسرائيل فإن قواتها بالقرب من مرتفعات الجولان، قد يحول دون قمع قوات النظام للمعارضة. هذا الموقف قد يستحضر المخاوف فى نظام الأسد من حرب متعددة الجبهات، ولا سيما إذا كانت تركيا مستعدة لتفعل الشيء نفسه على حدودها وإذا كان يتم تغذية المعارضة السورية بكمية ثابتة من الأسلحة والتدريب، فيمكن لمثل هذه التعبئة إقناع القيادة العسكرية السورية للإطاحة بالأسد من أجل الحفاظ على نفسها، ويعد هذا ضغطاً إضافياً لترجيح كفة الميزان ضد الأسد داخل سوريا، إذا كان هناك تحالف بين القوى الأخرى بشكل صحيح.
بالطبع، الضربات الجوية داخل سوريا تجاوزت "المواقف"، وتشير ربما إلى مستوى من اليأس فى الغرب, وجاء فى تقرير بروكينجز "يبدو أن إسرائيل قد خططت لممارسة واسعة النطاق لهذه الضربة، وربما تقوم طائراتها بالاقتراب من إيران, فإسرائيل قد تكون قادرة على شن الضربة فى غضون أسابيع أو حتى أيام، اعتماداً على الظروف الجوية والاستخباراتية . بالإضافة لحاجتها لتأمين الدعم الإقليمى للعملية، يمكن لإسرائيل أن تتحرك بسرعة جداً لتنفيذ هذا الخيار إذا أراد كلا الرئيسين الإسرائيلى والأمريكى أن يحدث ذلك.
لتأتى تأكيدات معهد بروكينجز أن الغارات الجوية هى فى الحقيقة مجرد بداية لهذه السياسة. وإن الإيرانيين الذين يقومون ببناء مواقعهم النووية. من المحتمل أن يردوا بعمل ضد إسرائيل، وأنها قد تنتقم من الولايات المتحدة، أيضا (والتى قد تخلق ذريعة لتوجيه ضربات جوية أمريكية أو حتى غزو).
ومن هنا يؤكد تونى أن ذلك الموقف يبرر الموقف غير المنطقى لإسرائيل وخاصة أفعالها فى الآونة الأخيرة من عدوان غير مبرر ضد سوريا, ودور إسرائيل هو لعب دور"الرجل السيئ". ورأس جسر إقليمى لمصالح الشركات الممول من الغرب، لتوفير الذريعة فى العديد من الصراعات الغربية بقصف سوريا، أنها تأمل فى إثارة صراع أوسع - التدخل الذى يريده الغرب والمخطط له.
وبالنسبة لسوريا وحلفائها - فالهدف الآن يجب أن يكون لردع العدوان الإسرائيلى وكذلك تجنب صراع أوسع نطاقا يدفع الجميع تكاليفه، فالقوى الإقليمية وكيل الناتو ضعيفة كما تبدو -عاجزة عن تحقيق مكاسب تكتيكية أو استراتيجية، وتعمل على هجمات إرهابية يائسة، وأنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن تتوقف حملة الناتو.
وينبغى أن يتوقع من إسرائيل أن تلتزم بالأعمال اليائسة لإثارة سوريا وإيران - وقيادتها تمثل مباشرة مصالح الشركات الممولة من الخارج.