جمعة «الكاوتشوك».. الدخان ينتصر على جيش الاحتلال (صور)

في ثامن أيام الانتفاضة.. بدأ المشاركون اليوم الجمعة في المسيرات السلمية بإشعال إطارات السيارات قرب السياج الفاصل لقطاع غزة، وتصاعد دخان حرق الإطارات بعد صلاة الجمعة، حتى باتت الرؤية معدومة لجيش الاحتلال ووصل الدخان مستوطنات الجنوب المحيط بالقطاع، وأعلن الاحتلال المنطقة المحيطة بغزة والمسماة "غلاف غزة" عسكرية مغلقة.

إطلاق القنابل
ومع تصاعد دخان الإطارات، استخدم الاحتلال خراطيم المياه في محاولة منه لإضفاء آلاف الإطارات المشتعلة على الحدود، كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع من الطائرات على المتظاهرين، واستخدمت الطائرات أيضا في محاولة اطفاء الكاوتشوك.

وعلى الرغم من التجهيزات التي دفعت بها قوات الاحتلال للتغلب على الكاوتشوك، إلا أن الصور أظهرت ضعف وعدم مقدرة القناصة الإسرائيليين على استهداف المشاركين في المسيرات السلمية.

وبدأ المئات من المواطنين بالتوافد إلى المناطق الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في فعاليات العودة في الجمعة الثانية من مسيرات العودة، التي أطلق عليها اسم "جمعة تأبين الشهداء"، وجمعة الكاوتشوك في 5 نقاط مركزية على الحدود.

8 شهداء
ثمانية شهداء كانت حصيلة الاحتجاجات الفلسطينية ضد بطش الاحتلال حيث أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة عن استشهاد فلسطيني ثامن جنوبي قطاع غزة برصاص الاحتلال، في الجمعة الثانية من مسيرة العودة، فيما بلغ عدد المصابين 1070 في إحصائية غير نهائية.

وأفاد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن 1070 مواطنا وصلوا إلى المستشفيات والرعاية الأولية والنقاط الطبية منهم 551 مصابا في الرعاية والنقاط الطبية و442 مصابا في مستشفيات الوزارة و77 في المستشفيات الأهلية ومن الإصابات 12 سيدة و48 طفلا.

ووصفت 25 إصابة بالخطيرة و239 بالمتوسطة و156 الطفيفة.

تحرك قوي
فيما أدانت الرئاسة الفلسطينية عمليات القتل والقمع، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة المسيرات الجماهيرية الشعبية السلمية، والتي أدت إلى سقوط ثمانية شهداء ومئات الجرحى في قطاع غزة.

وطالبت الرئاسة الفلسطينية، مندوب دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وفي الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، بالتحرك الفوري مع كافة الأطراف الدولية للعمل على وقف هذه الوحشية والقتل المتعمد لجيش الاحتلال في مواجهة أبرياء عزل، خرجوا في مسيرة سلمية للدفاع عن حقهم بالعيش والحرية والكرامة.

وجددت الرئاسة الفلسطينية، التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل، في مواجهة جيش الاحتلال الذي يستخدم القتل والقمع لإسكات صوت الحق والعدل الفلسطيني.

تحذير أممي

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، إن المنظمة الدولية تتابع عن كثب الأحداث في قطاع غزة، مؤكدًا وجوب عدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين.

وأضاف "دوجريك"، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، أن المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، وفريقه، متواجدون على الأرض، ويجرون اتصالات مع كافة الأطراف المعنية لاحتواء الموقف.

وشدد المتحدث الأممي على ضرورة ضمان عدم تعريض القوات الإسرائيلية حياة المدنيين للخطر، وخاصة الأطفال.