5 أسباب تمنع الدولة من إجراء مصالحة مع «الإخوان».. احتراف الإرهاب ودعمه على كل المستويات.. افتقادها لـ«رجل دولة».. انغلاق الجماعة وتخلفها الحضاري والسياسي.. إصرارها على خلط الدين ب
عادت أحاديث المصالحة، مع جماعة الإخوان الإرهابية، للظهور من جديد؛ تفجر الجدل مرة أخرى، بعد دعوة الإعلامي عماد الدين أديب، لاحتواء المتعاطفين مع الجماعة، وهو ما قابله السيناريست وحيد حامد بهجوم قاسٍ، وتبعه العديد من ردود أفعال، أهمها ما نشرته «فيتو» نقلا عن أحد مصادرها السيادية، والتي رفضت ما يتردد، فلا تصالح مع جماعة تحترف العنف والإرهاب، ليطرح السؤال: لماذا أصبحت المصالحة مع الإخوان من مستحيلات الواقع؟
احتراف الإرهاب
استنفدت الإخوان كل الفرص التي سنحت لها للانصهار في جسد الدولة المصرية والعودة عن طريق العنف، وشكلت من عبائتها حركات عقابية إرهابية، استهدفت أجهزة الأمن المصرية، وقتلت الكثير من أبنائها، قبل أن يتم السيطرة عليها مؤخرا، وبتر عناصرها، وتقويض حركتها، ورغم ذلك خّلفت أعمالها الإجرامية، من تفجير وقتل وترهيب، جروحا شديدة في قلب الوطن لا يمكن نسيانها.
شرعية 30 يونيو
غباء الإخوان، واستمرارهم في التصعيد، واتجاهم للعنف، ودعمهم لحركات إرهابية، دشنت بالأساس للتصفية الدموية، جعل استبعادهم من الحياة السياسية، أحد أهم أسانيد شرعية الحاكم، بعيدا حتى عن الرئيس السيسي؛ فرؤساء مصر القادمون، سيكون عليهم أيضا استئصال فكرة الإخوان سياسيا من الوجود، بعد كل ما تسببت فيه من دماء وانتهاك للديمقراطية وسيادة القانون.
انغلاق الإخوان
أحد أهم الأسباب التي تمنع إجراء مصالحة مع الإخوان، تمسكها بالأفكار المنغلقة للتنظيمات السرية، وعدم قدرتها على تجديد أدبياتھا التأسيسية وخطابھا السياسي، الأمر الذي جعلها حبيسة تراث حسن البنا وسيد قطب، وهو ما يفسر استمرارها في نفي وإقصاء أي محاولة للتجديد خارجھا، أو على الأقل خارج تنظيمھا.
ورغم سقوط حكم الإخوان، وخروج الجماعة بشكل قسري من السلطة عام 2013، إلا أنها حتى هذه اللحظة يبدو أنها لا تستطيع فهم الأسباب الحقيقية، التي أقصتها عن الحكم، وهو ما يجعلها مستمرة في استقطاب أعضاء الجماعات الإرھابية العنيفة والمتشددة إلى شاشاتها، فينفخون في نار الكراهية، ولم ينجح الإخوان من خلال هؤلاء، إلا في شراء العداء الأبدي، ليس فقط مع النظام والدولة المصرية، بل مع النخب وقوى المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، حتى تلك التي طالما تحالفت مع الجماعة أو دافعت عنھا، و«حزب الوفد» مثال.
خلط الدين بالسياسة
تزال الإخوان حريصة على انتهازيتها واستخدامها للدين بشكل مبتذل؛ فرغم إعلان الكثير من الحركات الإسلامية، في العالم العربي، فصل العمل الدعوي عن السياسي، وإخوان تونس مثال، إلا أن الجماعة الأم في مصر، لديها حرص مرضي، على الزج بالدين في المعارك السياسية، وتدعو يوميا المشايخ التابعين لها للإفتاء في السياسة، مما يضطر المؤسسة الأزهرية، للرد عليهم، ويكون الناتج توظيفا يسيء للدين والسياسة معا.
افتقاد الإخوان لقيادة حكيمة
ضمن أكثر الأسباب التي ستمنع الدولة حتما، من إبرام مصالحة مع الإخوان، عدم وجود ممثل عاقل، لديه مواصفات «رجل دولة»، يفهم جيدا معنى الأمن القومي، وأدبيات السياسة الخارجية، ومنطلقات العمل الوطني؛ فالجماعة الآن ممزقة بين تيار عنيف إرهابي، يريد هدم البلاد من إجل إعادة مرسي مرة أخرى للحكم، وتيار قديم، توقف نمو عقله، وبات منغلقا على ذاته، ولا يدري شيئا عن آليات ووسائل التعامل في العصر الحديث.
الجمود قادها إلى الفشل؛ فلا برنامجها السياسي في إدارة الحكم كالتجربة المصرية والتونسية كان قادرا على استحواذ ثقة المواطنين، ولا هي اتعظت من الدرس، وتخلت عن خطابها الديني المتشدد الذي اصطدم مع القوى المدنية الراغبة في التعايش بعيدًا عن التطرف السياسي والديني، وبالتالي أحاديث المصالحة معها أو المتعاطفين معها، يعبر عن ضعف واضح في الرؤية تجاه حقيقة التنظيم والدولة معًا.