رئيس التحرير
عصام كامل

مصر لكل المصريين.. إلا الإخوان


يبدو أن البعض فهم خطأ ما قاله الرئيس السيسي في كلمته التي أذيعت فور إعلان فوزه في الانتخابات، والتي أكد فيها أن مصر تحت رئاسته ستكون لكل المصريين، ولذلك خرج علينا من يمهد لفتح باب للحوار مع من أسماهم المتعاطفين مع الإخوان، وهو ما قد يفضي لحوار مع الإخوان أنفسهم فيما بعد..


والغريب أن هؤلاء يقولون ذلك في ذات الوقت الذي يرحبون فيه ويشيدون بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي اعتبر فيها الإخوان أحد أركان مثلث الشر، ووعد بتصفية الإخوان في التعليم السعودي.. والأغرب أن هؤلاء يطالبون بالحوار مع المتعاطفين مع الإخوان، بينما يرفض هؤلاء وإخوانهم مثل هذا الحوار!

أفهم وأتفهم وأقبل أن يقال لنا إنه من الضروري أن نواجه أفكار الإخوان التي يروجونها لكسب بعض المتعاطفين معهم.. وأفهم أيضا وأقبل أن يدعو أحد بيننا لدحض الفكر الإخوانى، وكل فكر متطرف يستخدم في تجنيد شباب لتحويله إلى وحوش بشرية تُمارس العنف.. ولا أعارض كذلك فتح حوار مع التكفيريين داخل السجون، على غرار ما حدث مع قيادات وكوادر الجماعة الإسلامية قبل سنوات..

ولكنى أرفض رفضا تاما أي حديث أو إشارة حتى ولو كانت غير مباشرة للحوار مع الإخوان، أو حتى المتعاطفين معهم، لأنها تفتح الباب لحديث المصالحة مع تلك الجماعة الإرهابية، والذي ما زال البعض في الخارج يردده ويروجه ويلح عليه، من أجل إعادة إدماجهم في العملية السياسية مجددا، بعد إدماجهم في المجتمع ومؤسساته على غرار ما حدث ابتداء من سنوات السبعينيات، والذي أفضى إلى تمكينهم من الحكم بمساعدة أمريكية وغفلة مصرية عام ٢٠١٢.

يا سادة .. إن جماعة الإخوان هي أصل كل بلاء العنف الذي نعانى منه نحن وغيرنا من شعوب منطقتنا، ولذلك يجب أن نجتث هذه الجماعة من جذورها في أرضنا، وأن نلاحق كوادرها الذين يتآمرون علينا ورفعوا السلاح في وجوهنا، ومازالوا يتآمرون علينا.

نعم، أنا من أشد المتحمسين أن تكون بلادنا لكل المصريين، ولكن إلا الإخوان الذين مارسوا العنف ضدنا، أو الذين يتحينون الفرصة للانقضاض علينا، وفرض فاشيتهم علينا.. أما أفكار الإخوان التي يصطادون بها بعض شبابنا فعلينا أن نقاومها بقوة وحزم، ليس فقط بتجديد أو تصويب الخطاب الدينى، وإنما بعملية تنوير واسعة ودائمة تشمل كل أرجاء البلاد، تنشر قيم المواطنة والتسامح وقبول واحترام الآخر، وتنبذ التمييز والتطرف والعنف.
الجريدة الرسمية