رئيس التحرير
عصام كامل

نص كلمة السيسي بالمؤتمر الـ 27 للاتحاد البرلماني العربي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال –في الكلمة التي ألقاها بالإنابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي راعي المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي:

"كم ينالني الشرف العظيم أن ألقي كلمة الافتتاح نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان من دواعي سروره الالتقاء بهذه الكوكبة العظيمة من رؤساء وأعضاء الشعب البرلمانية العربية الشقيقة لولا ارتباطات سابقة، وأنقل إليكم ترحيب سيادته بكم في بلدكم الثاني مصر، راجيا طيب الإقامة".

"يأتي اجتماع مؤتمركم السابع والعشرين في مقر البرلمان المصري بالقاهرة منارة الإسلام العالية، وقلب العروبة النابض، ودرع أفريقيا الواقي التي ترتفع مآذن مساجدها وأبراج كنائسها تنطلق منه دعوة الحق والخير".

"ويأتي انعقاد مؤتمركم هذا في شهر أبريل الذي تحتفل فيه مصر بتحرير سيناء، واستعادة الأمة العربية لكرامتها وعزتها وتأكيد أصالة ذاتنا وشموخ رايتنا".

"تحملون اليوم في هذا المحفل الهام، تحملون آمال شعوبكم التي نلتم شرف تمثيلها، تتطلع إليكم هذه الشعوب أملا في تحقيق المزيد من التكامل والوحدة، وفي استثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة صاغها التاريخ الطويل وفي الاصطفاف في مواجهة التحديات التي تحيط بنا".

"لقد قام اتحادكم من أجل أسمى وأنبل القيم.. قام تجسيدًا للرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق بين برلماناتكم من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي في مختلف مجالاته من أجل تمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي وقضاياه.. من أجل التواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في بلدانكم العربية من خلال رئيس الاتحاد ورؤساء البرلمانات العربية لتعزيز التضامن العربي.. من أجل تعميق ثقافة حقوق الإنسان ونشر مفاهيم الديمقراطية النيابية.. لقد قام اتحاكم من أجل هذا كله، وعمل جاهدًا ومخلصًا من أجل هذا كله".

"تجتمعون اليوم في ظروف دقيقة تحمل للأمتين العربية والإسلامية تحديات هائلة، وتحدق بهما أخطارًا لا يستهان بها، فمنطقتنا العربية باتت اليوم بؤرة لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة.. وأصبحت هذه المنطقة هي الأكثر تعرضًا لخطر الإرهاب.. وبات واحدًا من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيًا، كما أصبح البحر المتوسط مركزًا للهجرة غير الشرعية".

"إن التحديات التي نشهدها اليوم يعصب على أي دولة منفردة مواجهتها مهما كانت قدراتها، والمخرج الوحيد الذي من الممكن أن يخرج منطقتنا العربية مما تعانيه من أزمات، هو التمسك بالدولة الوطنية التي تقوم على مبادئ المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدًا عن الطائفية والقبلية".

"فالأزمة السورية على سبيل المثال، لا حل لها إلا من خلال الحل السياسي الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.. ولا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية ونبذ الفرقة والصراعات، والأمر نفسه ينطبق على اليمن، وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة".

"إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الوطن العربي لا تقل خطر عن التحديات السياسية والأمنية، وهو ما يفرض علينا تركيز جهودنا وترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والإدارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي.. وأؤكد من هذا المنبر أن الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التي تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة".

"لا شك أن تحقيق السلام في منطقتنا من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع التي طالما استغلها، ولقد حان الوقت لمعالجة شاملة لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. ولقد بذلك مصر جهودها في إجراء المصالحة الفلسطينية وجسر الهوة بين الأشقاء لصالح قضيتهم وقضيتنا جميعا".

"إن مصر تخوض الآن حربا ضروسا لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب من جذوره وتعقبه والقضاء عليه أينما وجد، ولا يخفى عليكم أن مواجهة هذا الخطر الداهم كان على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب ليس فقط دفاعا عن مصر، بل دفاعا عن محيطها العربي وعن العالم أجمع".

"إن الوحدة العربية الشاملة هي أمل أمتنا، ومن أجل ذلك علينا أن ننمي ما بيننا من مصالح مشتركة، وأن نمد الجسور بين الهيئات البرلمانية لصالح أمتنا العربية".
الجريدة الرسمية