مصر فوق رءوس الجميع
المصريون يثبتون في كل وقت وحين أنهم رجال أقوياء أشداء وقت المحن والشدائد، ولم لا وهم عبر تاريخهم كالبنيان المرصوص في مواجهة كل الشدائد، ويقهرون كل ما كان يعتقده غيرهم مستحيلًا.
لقد أيقن المصريون أن الانتخابات الرئاسية بمثابة أنبوب اختبار لمعرفة مدى الوعى والقدرة على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، فزحفوا إلى اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم دون ضغوط من أحد، ليصدروا رسالة إلى كل الدول المعادية والأبواق الإعلامية الموالية لها أن المصريين لا يتأثرون من قريب أو بعيد بالشائعات والشعارات الزائفة التي يرددها أهل الشر في كل وقت وحين، بهدف زعزعة وحدتهم، فشاهدنا الرجال والنساء والشباب والشيوخ وذوى الاحتياجات الخاصة في تظاهرة حب من أجل مصر.
الكل يلبي نداء الوطن فانطلقت الرصاصة القاتلة في صدر أعداء الوطن الذين أشاعوا أن المصريين سيعزفون عن المشاركة، فخاب أملهم عندما شاهدوا جموع الناخبين أمام المقار الانتخابية على مدى ثلاثة أيام كاملة في ربوع مصر بشكل حضاري، وهم يحتفلون برد الجميل إلى شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداءً له، وكان شعارهم جيشنا في الميدان ونحن في اللجان.
حماس الناخبين لم يأت من فراغ إنما جاء نتيجة الشعور بالمسئولية تجاه الوطن الذي يواجه أهل الشر في كل مكان، وإدراكهم أن المشاركة واجب وطني، والمقاطعة تلبى رغبة أعداء الوطن، من هنا جاء زحف جموع الناخبين للتصويت في الانتخابات الرئاسية؛ ليعلموا العالم حب الأوطان، وكيف يكون الشعور بالمسئولية.
حقًا مصر عظيمة في كل شيء، شعبها يقهر المستحيل، ولعل الحشود التي شاهدها العالم في الانتخابات الرئاسية تؤكد أن مصر بشعبها فوق رءوس الجميع.