حضرة الناخب.. المحترم!
إقبال الناخب المصري على التصويت في الانتخابات الرئاسية أذهل الجميع فالذين راهنوا طويلا على نجاح دعوتهم للمقاطعة واثقين من أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذت كان لها تأثيرها على ارتفاع أسعار السلع الضرورية.. وزيادة أعباء الناس ستؤثر على نسبة المشاركة وتدفع الناخبين إلى المقاطعة.
وعلى الجانب الآخر تزايدت مخاوف الحريصين على أن تشهد الانتخابات مشاركة واسعة من المواطنين، من أن تؤثر الحملات الإعلامية المضادة على قراراتهم بالمشاركة ويستجبيون لدعوات المقاطعة وجاءت النتيجة لتبدد مخاوفهم.. وتثير دهشتهم.
وخسر الإعلام المعادي الذي يبث من قطر وتركيا ويجد صداه في العديد من الدول الأوروبية رهانه على مقاطعة الناخبين للجان الاقتراع بعد أن استمر عدة شهور قبل الانتخابات يدعو إلى تلك المقاطعة، وينشر الشائعات والأكاذيب عبر برامجه التليفزيونية وصحافته الورقية، واضطر للاعتراف بأن الإقبال الجماهيري على المشاركة، فاق كل توقعاته.
ولعل أبرز نتائج الانتخابات الرئاسية أن المواطن استعاد حقوقه المشروعة في اختيار الرئيس الذي يقود المسيرة لأربع سنوات مقبلة، وأنه أصبح صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الاختبار.
لم يخضع الناخب المصري لتحذيرات أصحاب دعوات المقاطعة، والدليل أنه شارك بكثافة في التصويت كما أنه رفض الإغراءات التي حاول بعض المسئولين الحكوميين تقديمها لحشد الناخبين ونزولهم إلى لجان الانتخابات والدليل أن آلاف المواطنين أبطلوا أصواتهم ولم يختاروا أحد المرشحين وهؤلاء لم يستجيبوا لدعوات المقاطعة السلبية، إنما اختاروا أن يمارسوا حقهم الذي كفله الدستور، وألا يتخذوا مواقف المتفرجين وأن يعبروا عن آرائهم بشجاعة مطلقة..
شعر هؤلاء بحسهم الوطني أن الجهات التي تستفيد من المقاطعة سواء كانت تنتمي إلى جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي أو إلى الدول المعادية التي لا تريد لمصر أن تنهض لن يسعدها مشاركة الجماهير في الانتخابات وفي نفس الوقت فإن الذين أبطلوا أصواتهم لديهم تحفظات على السياسة التي يتبعها النظام في المجالات الاقتصادية على وجه الخصوص لذلك قرروا المشاركة والتعبير عن مواقفهم من خلال صناديق الانتخاب، وهو موقف يحترم ويعبر عن نضج الناخب المصري المحترم!