رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تكشف تفاصيل أخطر جريمة قتل بعين شمس.. المتهم يطعن مطرب مهرجانات بسبب «ولاعة».. الأمن يلقى القبض عليه.. أسرة الضحية تطالب بالقصاص.. وأهالي المنطقة: «أحمد اتقتل غدر»

فيتو

جريمة بشعة هزت منطقة عين شمس، مسجل خطر أقدم على قتل مطرب مهرجانات، بسبب عدم حيازته لـ"ولاعة"، طعنه بسلاح أبيض "سنجة" وانتظره حتى سقط على الأرض وفر هاربا، ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبطه وإحالته للنيابة العامة للتحقيق.




"فيتو" انتقلت إلى مكان الواقعة بحارة الفولى متفرع من شارع محمد أبو النجا بدائرة قسم شرطة عين شمس، ورصدت مسرح الجريمة التي أدمت قلوب أهل المنطقة.

عند دخولك شارع محمد أبو النجا والسير به تشاهد لافتات في الشارع مكتوبا بها "الشهيد أحمد جاكس" و"أحمد- شهيد الغدر"، والصمت والحزن يخيمان على سكان الشارع، وعند سؤالنا لأحد الأهالي عن منزل المجنى عليه أحمد جاكس، رد والدموع تسيل على وجهن وكأن نجله هو الذي قتل، قائلا: «أحمد اتقتل غدر» كلمات رددها أكثر من 5 مرات، وفجأة تجمع الأهالي والكل يتساءل هل أنت من أصدقائه، وعندما عرفوا هويتى، طالبوا بالقصاص من المتهم، واصطحبونى إلى منزل المجنى عليه، وعند دخول حارة الفولى، رأيت السيدات يرتدين عبايات سوداء جالسات على الحصير والحزن يخيم عليهن، ووالد المجنى عليه وأشقاؤه وبعض الجيران جالسين خلفهن.



وعن تفاصيل الواقعة قال محمود مهلل، والد المجنى عليه، والدموع تسيل على وجهه: حسبي الله ونعم الوكيل.. ابني نور عينيا اتقتل أنا مش مصدق ابني غرقان في الدم بين عينيا وأنا مش قادر أعمل حاجة، ابني حبيبي هو نفسي اللى بتنفس فيه ابني عمره ما رفع صوته عليا عمره مزعلني كان حنين وكان بيبوس على إيدي ورجلي كنت دايمًا بقوله نفسي افرح بيك يابني، قتله البلطجى، أخد قلبي مني.. أنا مش عارف أعيش من غيره ده كان حنين عليا.



صمت قليلا ليأخذ نفسه وتابع قائلا: "قبل الحادث بساعة عمل لى الأكل وأكلنى بإيده وعمل لى الشاى، قالى يا بابا رايح محل "السيبر" وبعد لحظات سمعت صوت صراخ، وواحد بيدق على باب المنزل، توجهت لأفتح الباب وقلبى مقبوض، وكأن المنزل لا يوجد به أكسجين، رأيت جارتى مغمى عليها أمام باب منزلى، والجيران تجرى إلى أول الشارع، ويرددون البلطجى طعن "أحمد جاكس"، توجهت إلى مكان الحادث، رأيت بركة دماء على الأرض وسقطت من هول الصدمة".



وتابع: عنما استعدت وعيى توجهت مع الجيران إلى المستشفى لأطمئن على نجلى وأعيده إلى المنزل مرة أخرى.. ولكن لقيته في ثلاجة المستشفى.. حسبى الله ونعم الوكيل.. نجلى مطرب مش بلطجى ولا فاسد علشان يتقتل، المتهم يقتله علشان مش معه ولاعة، ربنا ينتقم منه وأطالب بالقصاص لابنى من المتهم".



وقال عبدالله محمود شقيق المجنى عليه: نه يوم الحادث سمع صوت صراخ أثناء تواجده عند جاره، وخرج ليبحث عن مصدر الصوت، وعندما خرج شاهد الأهالي يجرون نحو ناصية الشارع، وأحد الأصدقاء ينادى عليه الحق اخوك.. أخوك هيموت دمه بيصفى، على الفور هرولت مسرعًا إليه وجدته غارقًا في دمائه، على الفور حملته وهرولت مسرعا إلى المستشفى، وأنا في الطريق أنظر إليه وكأنه يودعنى وهى كانت آخر نظراته إلى وعند دخول المستشفى فارق الحياة.



وأضاف شقيق المجنى عليه: إن المتهم طلب من شقيقي "ولاعة" ليشعل سيجارة الحشيش، رد عليه شقيقى إنه ليس بحوزته "ولاعة" أنا مش بدخن أصلا علشان أشيلها، وعندما أعطى شقيقى له ظهره قام المتهم بطعنه في فخذه "سنجة" حتى قطع شريانه، والمتهم معروف عنه في المنطقة بلطجته على الأهالي، وأنه قتل أحد الأشخاص منذ فترة، وأخذ حكما بالسجن 10 سنوات، وقضى منها 7 وخرج، ومتهم في 5 قضايا أخرى".



وتابع شقيق المجنى عليه: "إن شقيقه مطرب مهرجانات وليس له أي اختلاط بالبلطجية ولا يتعاطى المخدرات، وأنه في الصباح يعمل فرد أمن في إحدى الشركات، وفى المساء يغنى في الأفراح والحفلات، وكل أهالي المنطقة يحبونه لأن لسانه حلو مع الناس، مضيفا أن شقيقه كان بيودع أهالي المنطقة قبل الحادث بيوم، وكأنه حاسس أنه هيفارقنا، و"كلبته" ماتت بعد الحادث بـ24 ساعة حزنا على فراقه"



وقالت شاهدة الواقعة وجارة المجنى عليه: "أثناء عودتى من عند الدكتور، رأيت أحمد واقف أمام المتهم، وقام الأخير بزق المجنى عليه وعندما أعطى له ظهره، طعنه المتهم في فخذه وسقط على الأرض، توجهت مسرعة إلى منزل المجنى عليه، وأثناء إخبار اهله أغمى عليا وسقطت على الأرض"، مضيفة، أن المجنى عليه ابن الحارة كلها، وكان دائما مع نفسه، ولا يحب المشكلات، ولا يتعاطى المخدرات وحتى السيجارة".



قالت والدة المجنى عليه: إنها كانت جالسة مع نجلها وخرج يشرب شاى على القهوة، وبعد خروجه من المنزل بدقائق، سمعت صوت جارتى تقول الحقى ابنك مصاب وغرقان في دمه على ناصية الشارع، افتكرت إنها إصابة بسيطة وهيروح للدكتور ويغير عليها، خرجت لقيت بركة دم في مكان الحادث، هرعت مسرعة إلى المستشفى لأطمئن على نجلى قالوا لى إنه في الثلاجة «ابنى مات في الثلاجة من غير ما أشوفه.. هو سندى وحبيبي» من كتر الحزن عليه دموعى مش عارفة تنزل، طعن ابنى 3 طعنات وهرب".



«ملناش حد ولا لينا ظهر ربنا بس» بهذه الكلمات أكملت والدة المجنى عليه، بطالب بإعدام المتهم قتل ضنايا، ودى مش أول مرة يقتل حد فيها قاتل شخصين قبل كده، وبيبلطج على الناس، حتى أخوه بلطج عليه وأصابه، وابنى يعمل حارس أمن في النهار وفى المساء فنان مطرب بيغنى في الأفراح والحفلات.



وعلى الجانب الآخر يجلس محمد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، جار المجنى عليه والدموع تسيل على وجهه حزنا على المجنى عليه، وقال: إنه سمع أحمد جاكس المجنى عليه، جالس على القهوة في ناصية الشارع، والمتهم طلب منه ولاعة وسيجارتين، فرد عليه إنه ليس له في الكلام ده، قام المتهم بالتعدى عليه بيده ثم طعنه بالسكين في فخذته حتى سقط على الأرض".

وأضاف، أن المتهم معروف بالمنطقة بالبلطجة وإرهاب الأهالي، مؤكدا أن المتهم قام بقتل شخصين قبل ذلك، وتلك الجريمة هي الثالثة، وأن المجنى عليه كان دائما بيحب الأطفال ويجلس معهم".



وقال أحد ضحايا المتهم: "أنه تعرض لضرب مبرح من المتهم منذ 5 سنوات عندما كنت أسير بدراجتي في الشارع، وأثناء ذلك اصطدمت بشقيق المتهم، وقام بطعني وأصيبت بنزيف داخلي، واتعالجت في المستشفى أكثر من سنتين بسبب الإصابة، ودائما بيبلطج على الأهالي، ويجب إعدام المتهم في ميدان عام لأنه اعتاد على البلطجة".



الواقعة
ورد لقسم شرطة عين شمس إشارة من مستشفى عين شمس العام تفيد استقبالها أحمد محمود مهلل 30 سنة، عامل، توفي إثر إصابته بجرح نافذ بالفخذ الأيسر.

وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المجني عليه و"أحمد م" 45 سنة، عامل، قام على إثرها المتهم بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض "سكين" محدثا إصابته المشار إليها التي أودت بحياته.



وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم أسفر أحدها عن ضبطه وبحوزته سلاح أبيض "سكين" المستخدم في ارتكاب الواقعة.



وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
الجريدة الرسمية