رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لصراع أيمن نور ومحمد طلبة رضوان في قناة الشرق

أيمن نور
أيمن نور

من التحالف للعداء الشرس.. هكذا تحولت العلاقة بين أيمن نور، ومذيعه المفضل في قناة الشرق التي يرأس مجلس إدارتها، محمد طلبة رضوان؛ فالأخير انحاز لمطالب شباب القناة، الأمر الذي أشعل ثورة غضب «نور» وتوعد المذيع الذي استقدمه من القاهرة، ضمن عمله كمورد للمعارضة إلى إسطنبول، ووفر له وظيفة وعملا مميزا، براتب يكفيه ويزيد، وبالتالي إعادته إلى القاهرة، ليجد نفسه في أحضان الأمن، أو تشريده على نواصي تركيا، أقل ما يمكن عمله، حتى يعرف قدره، ولا يطاول مجددا على ولي نعمته.


ذهب طلبة رضوان إلى قناة الشرق، وكان الاتفاق أن يتولى رئيس تحرير القناة، ليكتشف أن أيمن نور، يريد أن يستحوذ على كافة المناصب، وأن يكون كل شيء ويحرك الجميع من الباطن، فاكتفى بعمله مذيعا بالقناة، حتى يكون على علاقة جيدة مع رئيس مجلس الإدارة، الذي كان يفضل طلبة، لدرجة أنه كان يجري مداخلة شبه يومية، ببرنامج صباح الشرق، الذي كان "طلبة" من أهم مقدميه.

دخل طلبة رضوان أزمة القناة بين أيمن نور والشباب، بعد أسبوع من اندلاعها، وأحجم عن التفاعل فيها من البداية، حتى عرف قصة إنسانية صعبة من عصام تليمة، المذيع بنفس القناة، عن عاملة تركية بالقناة كانت تبكي من الجوع، على الرغم من أن القانون التركي، يفرض على الشركات والمستثمرين تقديم وجبة يومية للعاملين، ولكن نور المُرّفه، والموهوم بتربية الكلاب والصرف عليها ببذخ، تحايل على القانون التركي، وقدم وجبة أشبه بوجبات السجون للعمال، وهو ما صعب من احتمال ظروف العمل الصعبة على المصريين وغيرهم من العمال بالقناة.

يعطي أيمن نور، للعاملين 1000 ليرة، وهو مبلغ زهيد للغاية في إسطنبول، مما فجر الأزمة الكبرى، وانقسمت القناة إلى ثلثين ضد نور، بقيادة طلبة رضوان، وهيثم أبو خليل، وهشام عبد الله، فيما انحاز معتز مطر، وأحمد عطوان، ورامي جان ــــ قبل انشقاقه ـــ لرئيس مجلس الإدارة، وباتت القناة على صفيح ساخن، مع تدخل رموز المهجر، سيف عبد الفتاح، وعبد الرحمن يوسف القرضاوي.

حاول «نور» بحسه السياسي خفض رأسه للنجاة من الأزمة، وبالفعل استمع لبعض التوصيات، ولكنه لم ينس تاره مع «رضوان»، وأصر على تأديبه، حتى يأتي إليه صاغرا ويعتذر ويطلب الصفح من ولي نعمته، كما كان يتحدث "نور" دائما في جلساته الخاصة، وهو الأمر الذي رفضه المذيع المتمرد، وقام بحذفه من على حسابه بـ«فيس بوك»، ورفض لقاءه أيضا خارج القناة، فجن جنون أيمن نور، وأصدر لائحة خاصة جديدة في القناة، لتأديب طلبة رضوان.

طالب رجال «نور» طلبة رضوان بالكف عن كتابة المقالات في بعض الصحف العربية، باعتباره مخالفا للائحة، التي تجبر جميع العاملين على عدم العمل في مكان آخر، وهو أيضا ما رفضه «طلبة» فكان القرار الجاهز مسبقا، بفصله من القناة، وهو القرار الذي يجهزه أيضا لهيثم أبو خليل وعبد الله الماحي، وهشام عبد الله، مذيعي القناة، الذين تمردوا على أيمن نور، و«كله بالقانون»، حسبما ردد للمقربين منه، وهذا هو أيمن نور الذي يريد إصلاح مصر، من عزبته الخاصة في إسطنبول !
الجريدة الرسمية