رئيس التحرير
عصام كامل

أولاد حارتنا.. وراء محاولة اغتيال محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

لعبت جريدة الأهرام اليومية دورا بارزا فى خروج رواية "أولاد حارتنا" للنور لمؤلفها الأديب العالمى نجيب محفوظ وتعريف القارئ بها، حيث انطلقت كلمات محفوظ من على صفحاتها، ففى 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية أولاد حارتنا فى حلقات مسلسلةً فى جريدة الأهرام، ولكن توقف النشر فى 25 ديسمبر من العام نفسه، وذلك بسبب اعتراض هيئات دينية على مضمون الرواية والتى اعتبرته "تطاول على الذات الإلهية"، ولم تُنشر الرواية كاملة فى مصر فى تلك الفترة، واقتضى الأمر ثمانى سنوات حتى تظهر كاملة فى طبعة دار الآداب اللبنانية التى طبعتها فى بيروت عام 1967، ثم أعيد نشر أولاد حارتنا فى مصر فى عام 2006 عن طريق دار الشروق.
وعلى الرغم أن رواية "أولاد حارتنا" أشهر روايات محفوظ، والتى كان لها أثر أكبير فى حصوله على جائزة نوبل، إلا أنها كانت السبب فى شعوره بألم بالغ وخوف شديد على أسرته، خصوصا بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال فى 14 أكتوبر سنة 1994 على يد أحد شباب الجماعات الإسلامية الذى قام بطعنه بسكين فى رقبته، اعتراضا على أعماله التى وصفها بالكفر والخروج عن الملة وازدراء للأديان.
فقد أثارت الرواية حفيظة الأوساط المتدينة من بعض الشيوخ والدعاة الذين وصفوا أدب محفوظ بأنه يحض على الرزيلة، ويصور الدعارة، ويستهين بالأديان، ولكن يكتفى بذلك فقد أفتى بعضهم بتكفير محفوظ وضرورة قتله، كما صدرت عدة كتب لمهاجمة الرواية منها "كلمتنا فى الرد على أولاد حارتنا" لمحمد جلال كشك و"كلمتى فى الرد على نجيب محفوظ" للشيخ عبدالحميد كشك.
وقد غيرت حادثة الاغتيال شكل حياة محفوظ، حيث إنه رفض إعادة طباعة الرواية المثيرة للجدل بعد قرار الأزهر بشأنها، وهو القرار الذى قضى بإعادة طباعتها، فلم يكن محفوظ راغبا إلى آخر لحظة فى حياته فى طباعتها خشيته من ردود فعل المتطرفين على أسرته.

الجريدة الرسمية