محمد سيد يكتب: يُحكى أن رجلًا قتل سيدة.. فصفق له أبناؤها
لم أشاهد عبر البث المباشر العديد من أساطير كرة القدم أو المُهاجمين الأفذاذ الذين يُسجلون الأهداف من أنصاف الفرص، أو الأهداف الخرافية الرائعة أمثال بيليه الذي تخطى الـ1000 هدف في مشواره الكروي وقاد البرازيل لإحراز 3 ألقاب كأس عالم، ودي ستيفانو وكرويف ومارادونا وفان باستن وكيمبس ومولر وباولو روسي وكلينسمان وغيرهم من عظماء الكرة، وهذا بسبب أني لم أكن مولودًا ومتواجدًا على قيد الحياة عندما كان يلعب هؤلاء النجوم.
لكني في الوقت ذاته شاهدت عبر البث الحي والمباشر عدد من مهاجمي كرة القدم الهدافين الكبار مثل روماريو والظاهرة رونالدو وبيبيتو نجوم البرازيل وكلوزة مهاجم منتخب ألمانيا السابق والهداف التاريخي لبطولات كأس العالم وحاليًا ليونيل ميسي نجم الأرجنتين وبرشلونة الإسباني، وغيرهم من الهدافين الكبار الذين إذا ذكرناهم لن ننتهي من كتابة هذا المقال الآن وسنضطر لكتابته في أيام كُثُر.
إلا أن كل هؤلاء يُرفع لهم القُبعة، لكن عبر رأيي الشخصي على الرغم من أنني من أشد المعجبين بـ ميسي إلا أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي لفريق ريـال مدريد الإسباني والحائز على الكرة الذهبية 5 مرات كأفضل لاعب في العالم، هو أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ لعبًا على مرمى المنافسين، حيث أنه غزير الأهداف وقليلًا ما يُضيع ويهدر الفرص أمام مرمى المنافسين، ويسجل الأهداف بطرق يصعب على حراس المرمى التصدي لها.
وهناك من يُقارن رونالدو بالنجوم الكبار الهدافين وأبرزهم بيليه، لكني أرى أن الطرق الدفاعية وخطط المدربين وكثرة النجوم تختلف عن الكرة أيام زمان، فرونالدو يمتاز بتسجيل الهداف بطرق مختلفة ومتنوعة، فهو ليس لاعب صندوق فقط، بل يسجل من خارج منطقة الجزاء ومن الضربات الثابتة وبضربات الرأس وبالضربات الخلفية المزدوجة ومن كرات صعب أن تُسجل من خلالها، فما ينقصه فقط هو التسجيل من خلال جلوسه على مقاعد البدلاء.
وخلال مباراة ريـال مدريد ويوفنتوس الإيطالي الذي يُطلق عليه لقب "السيدة العجوز"، أمس الثلاثاء، بملعب ومعقل اليوفي في تورينو، بذهاب دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا، أحرز رونالدو هدفين وصنع الثالث، في فوز الملكي على اليوفي 3/0، وجعل فريقه يضع القدمين في الدور نصف النهائي، وعقب إحراز الدون للهدف الثاني بضربة خلفية مزدوجة رائعة، تجعله هدفًا من أجمل الأهداف ليس في هذه البطولة بل في تاريخها، حيث ارتقى بجسده في الهواء بارتفاع يقترب من 2.5 متر وسدد الكرة في شباك حارس عظيم وهو بوفون، واتجه ناحية جمهور يوفنتوس ووقف وقفة العظماء شامخًا، فقام الجمهور بالتصفيق له، فقام رونالدو بتقديم الاعتذار والإنحناء لهم، فواصل الجمهور الإيطالي التصفيق الحاد له على هدفه التاريخي واحترامه لهم، فاخترت هذه العبارة "يُحكى أن رجلًا قتل سيدة.. فصفق له أبناؤها" لتكون خير تعبيرًا عن هذا الهدف الأسطوري والموقف الذي أعقبه.