القتل باسم الرب.. تاريخ جرائم الاحتلال البشعة في قطاع غزة
في كل مواجهة تجري بين دولة الاحتلال والفلسطينيين يتجلى وجه الصهاينة القبيح الذي يشبه الخرقة البالية، وتجلى ذلك خلال التظاهرات السلمية التي اندلعت الجمعة الماضية باسم مسيرة العودة والتي ستستمر فعاليتها حتى مايو المقبل، وأظهر الاحتلال بشاعته وجبنه في نفس الوقت حينما أودى بحياة أكثر من 16 شهيدًا سلميين بزعم الدفاع عن اليهود وممارسة القتل باسم الرب.
الوجه القبيح
صحيفة "هاآرتس" العبرية نشرت، اليوم الأربعاء، تقريرا للصحفية اليسارية الإسرائيلية، عميرة هاس جاء فيه، خلال الأحداث الأخيرة، بدأت إسرائيل تكشف عن وجهها الشرير في قطاع غزة. وهذا لا يعني أننا نتحدث عن حالة خاصة، وبعيدة عن شرها المتعمد الذي يميز سياستها تجاه بقية الفلسطينيين في دولة الاحتلال والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، أو للتقليل من فظائع عمليات الانتقام، التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية قبل عام 1967 والهجمات على المدنيين الفلسطييين في لبنان.
صفات وسلوكيات
وأضافت أنه في قطاع غزة، تتجاوز إسرائيل شرها المعياري. فهناك على وجه الخصوص، تجعل الجنود والضباط، يستخرجون من دواخلهم صفات وسلوكيات، كان سيتم في أي سياق آخر تعريفها بأنها سادية وجنائية.
جرائم مشابهة
وتابعت: "سأكتفي هنا بذكر عدة أحداث فقط، لقد اختفت من ذاكرتنا عدة مجازر ارتكبها جنود جيش الاحتلال ضد سكان غزة أثناء حملة سيناء 1956، والتي تم توثيقها في تقرير مدير الأونروا، الذي تم تقديمه إلى الأمم المتحدة في 1957، حيث ذكر التقرير أنه في 3 نوفمبر، وخلال هجوم على خان يونس قتل جنود الجيش الإسرائيلي 275 فلسطينيا بالمدينة. وفي 12 نوفمبر قتل جنود الجيش الإسرائيلي في رفح 110 فلسطينيا ومواطنا مصريا واحدا.
جثث متناثرة بالشوارع
ولقد تم توثيق ذكريات الناجين من هذه المجازر، في كتاب رسوم كاريكاتيري للصحافي المحقق جو ساكو، الذي عرض خلاله جثث متناثرة في الشوارع، وإيقاف الناس أمام الجدار وإطلاق النار عليهم، وأناس يركضون وأيديهم مرفوعة، ومن خلفهم جنود الجيش الإسرائيلي يوجهون إليهم البنادق في قطاع غزة.
وكتب الباحث الإسرائيلي يزهار بئير، أنه منذ الأشهر الأولى بعد احتلال غزة في عام 1967 : "تم اتخاذ خطوات عملية لتخفيف السكان في قطاع غزة. وفي فبراير 1968، قرر رئيس الوزراء الصهيوني ليفي أشكول تعيين عادة سراني، رئيسة لمشروع الهجرة. وكانت مهمتها هي إيجاد دول مستهدفة والتشجيع على الهجرة إليها، دون أن يتم الكشف عن بصمات الحكومة الإسرائيلية في هذه العملية".
ويواصل بئير: "خلال أحد اللقاءات سأل أشكول مع عادة سراني سألها بقلق كم عربيا أرسلت حتى الآن خارج البلاد؟ وردت سراني أنه يوجد في غزة 40 ألف أسرة لاجئة، إذا تم تخصيص ألف ليرة لكل أسرة، فمن الممكن حل المشكلة. هل توافق على إنهاء قضية القطاع مقابل أربعين مليون ليرة؟ سألته وأجابت نفسها: أعتقد أنه سعر معقول جدا".
سجن وحصار
وفي عام 1991، بدأت إسرائيل عملية سجن جميع سكان قطاع غزة بشكل عملي. في أيلول 2007، قررت حكومة "إيهود أولمرت" فرض حصار شامل، بما في ذلك فرض قيود على الغذاء والمواد الخام، وحظر التصدير. وقام المسئولون في مكتب منسق أعمال الحكومة بالمناطق، بحساب السعرات الحرارية اللازمة، يوميًا، حتى لا يصل المحتجزون في أكبر سجن في العالم، إلى الخط الأحمر لسوء التغذية. ورأى حراس السجن الإسرائيليون في عملهم هذا خطوة إنسانية.
خلال الحروب الأخيرة على غزة، ومنذ عام 2008، تم إعادة تحديد المعايير الإسرائيلية للقتل المسموح به والمتناسب وفقا للأخلاق اليهودية. قتل المقاتل في المنظمات الفلسطينية هو وأفراد عائلته وهم نائمون هو هدف جدير، هو وأفراد عائلة، بما في ذلك الأطفال، يستحقون الموت، وكذلك جيرانهم.
وخلصت الكاتبة الإسرائيلية أنه بكلمات أخرى، خضع المواطنون الإسرائيليون تدريجيًا لعملية تحصين من التداعيات التاريخية. ولذلك فلا عجب أنهم يبررون، إطلاق النار القاتلة على المتظاهرين العزل، وأن الآباء والأمهات يفخرون بأبنائهم الجنود، الذين أطلقوا النار على ظهور المتظاهرين وهم يهربون.