بوتين على خطى السيسي.. إجراءات جديدة في روسيا لمكافحة الإرهاب
سار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نهج الرئيس عبد الفتاح السيسي في مكافحة الإرهاب حيث أعلن بوتين، اليوم أنه بغض النظر عن هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، فلا يزال التنظيم قادرا على التسلل إلى العديد من المناطق في العالم وشن هجمات كبيرة.
وقال بوتين، في برقية ترحيبية لمشاركي مؤتمر موسكو للأمن الدولي، اليوم الأربعاء: "على الرغم من الهزيمة العسكرية لداعش، تحتفظ هذه المجموعة الإرهابية بإمكانيات مدمرة كبيرة، والقدرة على تغيير التكتيكات بسرعة والقيام بحملات في مختلف البلدان والمناطق في العالم، كما أن الهياكل المتطرفة الأخرى هي أيضًا خطر كبير".
وأشار بوتين إلى أن هناك "ضرورة للتفكير معًا بأشكال جديدة للتعاون المتعدد الأطراف الذي من شأنه أن يسمح لنا بتوطيد المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب ومنع المزيد من انتشار هذا التهديد".
ويدعو الرئيس السيسي دائمًا خلال لقاءاته الخارجية والداخلية مع جميع قادة وملوك وأمراء العالم والوفود المجتمع الدولي إلى ضرورة تبني إستراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وإلى التصدي للدول التي تمول الإرهاب وتوفر له الغطاء السياسي والإعلامي.
وقال: "إن هناك أفكارا يتبناها البعض ونتج عنها ما نراه اليوم في العالم من إرهاب وتشدد، والتي تعتبر قراءة خاطئة للإسلام من جانب المنظمات المتشددة"، كما قال إن "تجديد الخطاب الديني يعني تنقيح مثل هذه الأفكار والأيديولوجيات المغلوطة حتى لا نرى ما نراه اليوم حولنا".
وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب تتطلب وقفة من المجتمع الدولي في مواجهة الفكر المتشدد والجماعات المتشددة استنادًا إلى "إستراتيجية شاملة لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، ولكن تشمل أيضًا العناصر الأخرى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية".
وتابع: "إن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة المحور الأهم على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن دعوته لتجديد الخطاب الديني جاءت سعيًا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير".
وقال إن عملية تنوير العقول وترسيخ المفاهيم الثقافية الاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتى الدولة بمفردها، بل تتطلب عملًا جماعيًا تشترك فيه الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتى مكوناته مثقفيه وكتابه ونابغيه في جميع القطاعات".
ودعا الرئيس السيسي، أولياء الأمور إلى حماية أبنائهم من سعي كل غادر لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية، داعيًا الشباب للتسلح بالعلم وقيم التعايش، كما دعا رجال الدين إلى مزيد من العمل على نشر قيم المحبة والتسامح والاستنارة.
ويأتى ذلك في الوقت الذي حذر فيه الرئيس السيسي الغرب من تنامي خريطة الإرهاب حيث قال: "على الغرب أن ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي ستنمو وتزداد.. هذه الخريطة ستمسكم لا محالة".
وأكد الرئيس أن تنامي خطر الإرهاب والتهديدات التي يفرضها على مختلف دول المنطقة والعالم يحتم ضرورة زيادة التنسيق على الصعيد الدولى للتوصل إلى إستراتيجية مشتركة ومتكاملة لمواجهة تلك التحديات، مشيرًا إلى أن مصر لم تدخر وسعًا في سبيل مكافحة تنامي الإرهاب والفكر المتطرف وخاصة على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر عازمة وحريصة على احترام حقوق الإنسان والحريات، مؤكدًا أن الإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا، وأشار إلى أنه يسعى إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي.
وقال: "أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحفظ المؤسسات الوطنية للدول وتحول دون انهيارها وتصون مقدرات شعوبها"، محذرا من تبعات سقوط الدول الوطنية في المنطقة وتداعيات ذلك على انتشار الجماعات الإرهابية وتمددها في الشرق الأوسط بأكمله.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة توحيد الجهود الدولية من أجل وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية، وإنما تشمل أيضًا الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
كما حذر الرئيس السيسي شعوب العالم من خطر الإرهاب وانتشار ما سماها النزعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، محذرًا من إمكانية امتدادها إلى أوروبا خاصة دول شمال المتوسط.
وطالب السيسي المجتمع الدولي بتوجيه رسالة ضد من يساندون قوى التطرف والإرهاب، وكانت مصر عانت منه وتصدت له بمفردها حتى أدركت الدول خطره وانتبهت لما حذرت منه مصر.