«شقلباظات» إبراهيم منير!
لمن لا يعرفه فهو الرجل الأهم في تنظيم الإخوان وهو المكلف بالإدارة العلنية لأمور الجماعة، إلى أن يقرر الله أمرًا كان مفعولا.. وهو يؤدي دورًا ممزوجًا كان يؤديه كل من يوسف ندا وكمال الهلباوي.. وبالتالي فهو الرجل الأخطر الآن في قيادة التنظيم..
قبل يومين ظهر منير على إحدى الشاشات.. وكانت فرصة ليتأكد للجميع أن الكذب والإفك والتخلف صفات بنيوية في تركيبة الجماعة لم تستجد ولم تستحدث، كما أنها لن تفنى أبدًا! وطبعًا نعرف سر أن يكون السؤال المقرر بشكل دائم في أي حوار مع أي قيادي بالجماعة عن ثورة يوليو وجمال عبد الناصر تحديدًا..
فبعض الجماعات البشرية تظل إلى نهايتها تبكي نكباتها وهزائمها.. حتى دون أن تشعر تجدها تستعيد ماضيها في أي لحظة وتبكي حالها وترثي نفسها.. ولأن جمال عبد الناصر رمز لوكستهم الأولى في الخمسينيات والستينيات قبل أن يعيدهم الرئيس السادات للحياة لذا سيظلون إلى الأبد يتذكرونه بكل شر.. لكن ليس ذلك هو المدهش حتى من "كبارات" الجماعة، إنما المدهش هو كل هذه الغيبوبة التي تظهر في الإجابات عن بعض الأسئلة..
منير سألوه عن ثورة يوليو فوصفها بالانقلاب!! العالم تغير بسبب ثورة يوليو مليون المائة ولم يزل مصرًا على أنها انقلاب!! ليس ذلك مهمًا أيضًا المهم هو أنهم يصفونها بالانقلاب عند الحديث عن عبد الناصر، بينما هي ثورة عند حديثهم عن محمد نجيب!!
منير سألوه عن حادث المنشية فقال إنها تمثيلية! هو لم يتقدم خطوة واحدة عن حواديت زمان! عندما كانوا يضحكون على ضحاياهم بهذه الأكاذيب.. لذلك ينسى منير كم الاعترافات التي توالت السنوات الماضية تعترف بالحادث!! من القرضاوي إلى محمد فريد عبد الخالق وغيرهم وغيرهم!!
لكنه بعجلة الكذب الذاتي التي يسير بها كل قادة الإخوان يخصم سنوات طويلة تغيرت فيها أشياء كثيرة.. انكشف الملعوب وسقطت الأقنعة وصدرت الاعترافات ونشرت المذكرات وأذيعت الذكريات وانتهت القصة!
منير نفسه اعترف قبلها بأيام أنهم كانوا يعادون عبد الناصر إرضاءً للسعودية وبالاتفاق معها! وهو ما لم يكونوا يقرون به على الإطلاق!! وفي الأيام المقبلة ربما عرفنا التفاصيل كاملة لكن جاء كل كلام منير على تلك الشاكلة.. "شقلباظات" في التاريخ خارج الزمن، وبالتالي يكتب بنفسه نهاية هذا الجيل تمامًا.. بينما أخطر ما قاله على الإطلاق فيستحق مقالا مستقلا ومنفردًا.. لأنه حديث عما هو قادم.. وليس عما انقضى وانتهى، وكلاهما مهم ويجب أن يعرفه الناس!