أحمد رجب يكتب: يا خواجات.. إصحوا
في كتابه «الفهامة» الصادر عام 1995، وهو عبارة عن مجموعة مقالات قال أحمد رجب في إحداها تحت عنوان «يا خواجات اصحوا»:
«ياقوم فوقوا، واصحوا.. توجد في جنوب الجيزة دولة فقيرة من العالم الرابع اسمها الصعيد.. فيها جالية مصرية كبيرة يعيش أغلبها تحت خط الفقر.. وكأن الصعيد مأوى ومنفى للموظفين، فلا ينقل إليه إلا المقصر والمهمل والخامل والفاسد أو غير المرغوب فيه».
وتابع: قد حرم الصعيد من مصادر الدخل والموارد فلا مصانع ولا استثمارات وبالتالى لا يوجد فرص عمل، في حين الوجه البحرى ممتلئ بالمجتمعات الجديدة، والمراكز الصناعية كالعاشر من رمضان، بينما نصيب الصعيد صفرا. وبدلا من أن ننشئ مصنع الحديد والصلب في جنوب الصعيد حيث الحديد الخام أنشأناه في حلوان حتى لا يترك رؤساؤه القاهرة.
وأضاف: عندما فكروا ذات يوم في تعيين وزير للصعيد للنهوض به. رأوا أن يكون مقره الإسكندرية بوصفها المهجر رقم واحد للصعايدة تلك الأيام.. وعندما طاردنا الفأر النرويجي لم يجد مكانا أكثر أمنا من قطار الصعيد، وأصبحت صلتنا بشعب الصعيد هي أن نتفرج عليهم في التليفزيون يأخذون بالثأر، كما لو كان لا مشكلة لهم إلا هذه المشكلة.
واستطرد أحمد رجب: تقطعت صلتنا بمشاكلهم الحقيقية واكتفينا بأن يكون الصعيد مزارا سياحيا نقضى فيه الإجازات والأعياد، ونسير خلف المرشد السياحى يشرح لنا بالإنجليزية كأي خواجات.. ياخواجات.. اصحوا.. وفوقوا قبل أن يشكونا الصعيد للأمم المتحدة.