6 أعمال ثقافية تصدرت مسيرة أحمد خالد توفيق الأدبية
«لا أعتقد أن هناك كثيرين يريدون معرفة شيء عن المؤلف، فأنا أعتبر نفسي بلا أي تواضع شخصًا مملًا إلى حد يثير الغيظ»، بهذه الكلمات البسيطة، وصف الراحل أحمد خالد توفيق، نفسه وكتاباته، غير عابئ بما أثراه، وأضافه للحركة الأدبية والكتابية في العقود الأخيرة، وغير مكترث بما ناله من إعجاب المنتقد والمحب على حد سواء، ليستحق لقب «العراب»، الذي لازمه حتى وفاته.
كعادة كبار الكتاب، والمفكرين، الذين تمكنوا من أسر قلوب وعقول الجمهور والبسطاء، فضل توفيق، ترك إرثه وتاريخه، لحكم الأجيال السابقة والمتعاقبة بعده.
مقالات، وروايات، ومجموعات قصصية، تضمنت أصول أدب الرعب الحديث، والخيال العلمي، حيث لم يدع الراحل، مجالا كتابيا إلا طرقه، كما ظلت الكثير من أعماله محفورة في عقول ووجدان الكثيرين، والتي كان أبرزها:
«أسطورة مصاص الدماء»
تعتبر أولى روايات أحمد خالد توفيق، والتي كانت ضمن سلسلة «ما وراء الطبيعة»، الصادرة عن المؤسسة العربية الحديثة.
وواجهت الرواية الكثير من الاعتراضات والنقد اللاذع داخل المؤسسة العربية فور صدورها، مما جعله يصاب بإحباط شديد، كما وجهه البعض إلى الكتابة في الأدب البوليسي.
غير أن "أحمد المقد" أحد مسئولي المؤسسة العربية الحديثة، نصحه باستكمال الكتابة في أدب الرعب وساعده على مقابلة "حمدي مصطفى" مدير المؤسسة والذي عرض قصته على لجنة لاستبيان قوتها لكن اللجنة انتقدت فكرة الرواية والأسلوب.
ولكن مدير المؤسسة، قام بعرض القصة على لجنة أخرى، والتي أنصفت الرواية ووصفتها بأنها ذات أسلوب ممتاز، وحبكة روائية وإثارة وتشويق مميز.
«يوتوبيا»
وتدور أحداثها في سنة 2023، حيث تحولت مصر إلى طبقتين، الأولى بالغة الثراء والرفاهية وهي «يوتوبيا» المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي.
أما الطبقة الثانية، هي الفقيرة، والتي تعيش في عشوائيات ويتقاتلون من أجل الطعام، والمهن، والأرزاق.
وتحكي الرواية قصة شاب غني من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة، فيقوم بصيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه، ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر، وهى من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدًا في مدينة «يوتوبيا»، التي تشكل عالم الأغنياء.
ويحسب لتوفيق، اعتماده على الكثير من الإحصائيات العلمية، مثل تقرير للدكتور أحمد عكاشة عن الإدمان في مصر وتقرير صحفي في ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، عن جرائم العنف ضد المرأة، كما جسدت أشعار عبد الرحمن الأبنودي الموسيقي التصويريه على صفحات الرواية.
«نادي القتال»
وتعد رواية «نادي القتال»، التي ترجمها أحمد خالد توفيق أولى روايات الأديب الأمريكي تشاك بولانيك المنشورة، والتي صدرت عام 1996، كما حولت الرواية أيضا، إلى فيلم يحمل نفس الاسم عام 1999، بطولة براد بيت وإدوارد نورتون، وإخراج ديفيد فينشر، حيث نال الفيلم إعجاب النقاد واعتبر من الأفلام الكلاسيكية.
وتدور أحداث الرواية، حول موظف في شركة تأمين للسيارات يعاني من الأرق، ونصحه بزيارةِ مجموعةِ دعم ليشهد العديد من قصص المعاناة الشديدة، ويحضر الراوي، مجموعةَ دعم لضحايا سرطان الخصية، كما يتظاهر بما يدفعهم للاعتقاد بأنه ضحية، فيجد أن تحريرَ عاطفته وإطلاقها يخفف من الأرق لديه.
لذلك أصبح مدمنا لحضور مجموعات الدعم والتظاهر بكونه ضحية؛ ولكن وجود محتالة أخرى «مارلا سينجر»، كانَ يزعجه حتى استطاع أن يتفاوض معها؛ لتجنب حضورهما سويا في نفس المجموعات التي تحتاج للدعم.
«رجفة الخوف»
رجفة الخوف هي سلسلة روايات تنتمي إلى أدب الرعب والمغامرة والغموض، قام بترجمتها أحمد خالد توفيق عن الكاتب البريطاني سبنسر، مؤلف سلسلة « شيفرز»، والمكونة من 36 رواية رعب للأطفال.
ومن السلسة نقرأ: «أطفئوا الأنوار يا سكان المخيم ترى هل هذه مجرد تمثيلية يمر بها ناتانييل، أم إنه يلعب في الحقيقة دور طعام الكبش القادم ؟ كان مجرد صبي سعيدًا بالذهاب إلى معسكر (سبوتلايت)، حيث التمثيل هو كل شىء، لكنه في الليل لم يستطع أن يشكك في قصة الفتى الكبش التي يحكيها المشرفون، نصف رجل نصف كبش، وأسنان كاملة تلتهم كل شىء، لنكن واقعيين لا شىء يخيف في الحقيقة، أم إن هذا خطأ ؟».
«قهوة باليورانيوم»
صدرت أيضا لخالد توفيق، مجموعة كتب اشتملت على الكثير من الكتابات السياسية والاجتماعية الساخرة، بالإضافة إلى المقالات، من ضمنها كتاب «قهوة باليورانيوم»، والذي صدر عام 2012، عن دار ليلي للنشر، واحتوي على 18 مقالا.
والذي تنبأ فيه الكاتب الراحل، بتاريخ دفنه يوم 3 أبريل، بعد صلاة الظهر، وهو ما حدث اليوم الثلاثاء 3 أبريل عام 2018، بمسقط رأسه بطنطا.
«السنجة»
وتعتبر رواية «السنجة»، خليطا من الفنتازيا والواقعية، كما صدرت الطبعة الأولى في 25 من أكتوبر لعام 2012 لدار بلومزبري «مؤسسة قطر للنشر».
وتدور أحداثها، حول مؤلف يعيش في دحديرة الشناوي، ومنها نقرأ:«على جدار مصنع الحلويات القديم رسوم الأطفال، والإعلانات القديمة غير المقروءة، ورسوم الجرافيتي أخرجت عفاف زجاجة السبراي لتكتب على الجدار كلمة هذه الكلمة يمكن أن تكون سنجة أو سبحة أو سنجة أو سرنجة أو سيجة وبعد ذلك وقفت أمام القطار القادم لتلقي حتفها».
ويلعب دور البطولة شخصية «عصام الشرقاوي»، الكاتب المغمور، والذي يحاول أن ينجح في مجاله وفي التعرف إلى أهل المنطقة، وفي نفس الوقت يحاول أن يحل لغز الكلمة التي كتبتها عفاف، ومن ثم معرفة سبب انتحارها.