دعاوى ازدراء الأديان تتزايد فى عهد الجماعة.. جرجس: الله لم يفوض الإخوان للدفاع عن الدين .. "نصير": الإسلام ضد فكرة تقديس الأشخاص.. "عنانى": ماذا ننتظر من جماعة مشبوهة؟.. «الضبع»: لا كهنوت فى
سجلت دعاوى "ازدراء الأديان" ضد الكتاب والأكاديميين ارتفاعا ملحوظا مع وصول الإسلاميين إلى الحكم، ففى المرة الأولى وقع الكاتب الدكتور يوسف زيدان فى شراك التهمة ذاتها من قبل مجمع البحوث الإسلامية بسبب كتابه "اللاهوت العربى"، ثم جاء الدور على الدكتورة منى برنس مدرس الأدب الإنجليزى بكلية التربية جامعة السويس حيث تمت إحالتها للتحقيق بعد شكوى مقدمة من قبل الطلاب بدعوى قيامها بازدراء الأديان خلال إحدى المحاضرات، والإساءة لعدد من مشايخ السلفية.
وفى هذا السياق، قال الفنان التشكيلى الدكتور صلاح عنانى، إن واقعة إحالة الروائية الدكتورة منى برنس؛ مدرس الأدب الإنجليزى بكلية التربية جامعة السويس، للتحقيق التأديبى بتهمة ازدراء الأديان والإساءة لعدد من شيوخ السلفية فى إحدى المحاضرات، جاءت لتوضح رجعية التيارات الدينية فى مصر، سواء جماعة الإخوان المسلمين أو التيار السلفى، قائلا: "وماذا ننتظر من جماعة مشبوهة اتضح تخابر رئيسها مع الدول الأجنبية".
وأضاف "عنانى": إن التعامل مع الفكر الأدبى والبحث العلمى جنائيًّا يؤكد استمرار الجماعة فى التأويل الدينى لكافة الأمور المتعلقة بالأدب والفن للهيمنة على الثورة بطريقة كلاسيكية، موضحا إن فكرة السيطرة الدينية مرفوضة تمامًا، وأن التشكيليين جميعًا مهددون بالاستدعاء للتحقيق بتهمة ازدراء الأديان لأن الفن التشكيلى قابل للتأويل أيضًا، وأكد أن التيارات الإسلامية تضر بالدين الإسلامى وتفتح الباب لملحدين جدد بسبب التعنت فى فهم الدين وتطبيقه.
وأكد الناقد الأدبى الكبير الدكتور مصطفى الضبع، إن إحالة الروائية الدكتورة منى برنس، مدرس الأدب الإنجليزى بكلية التربية جامعة السويس، للتحقيق التأديبى بتهمة ازدراء الأديان والإساءة لعدد من شيوخ السلفية أمر مرفوض تماما، مضيفا أنه لا وصاية على أحد فى الدين، كما اعتبر ملاحقة المبدعين قضائيا يقضى على حرية الرأى والتعبير.
وأضاف "الضبع"، قائلا: "لا كهنوت فى الإسلام"، لافتا إلى أن العلاقة بين الإنسان وربه لا وصاية عليها من أحد لأن الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل، موضحا أن الفكر لا يرد إلا بفكر والقلم لا يواجه إلا بالقلم فى حالات اختلاف وجهات النظر، وأن هناك عشرات الفلاسفة والمفكرين خاضوا أصعب التجارب والقضايا الفكرية دون تعصب.
من جانبه، أوضح الكاتب الشاب هدرا جرجس، إن الله لم يفوض جماعة الإخوان المسلمين أو التيار السلفى للدفاع عن ذاته أو للدفاع عن أى ديانة سماوية، مؤكدا أن إحالة الروائية الدكتورة منى برنس، للتحقيق التأديبى بتهمة ازدراء الأديان والإساءة لعدد من شيوخ السلفية فى إحدى المحاضرات، خطوة مخيفة للتأثير فى المبدعين وأصحاب الفكر المستنير.
وأضاف أن لفظ سلفية فى هذه الأيام يحتاج إلى كثير من التوضيح لأن الاختلاف مع رجل دين وانتقادهم يعد اجتهادا ذاتيا، واصفا "ازدراء الأديان" "بالتهمة المطاطية"؛ لأنها تحتاج لتعريف جامع مانع يحد من انتشارها بهذا الشكل وملاحقتها للأدباء والمبدعين.
وفى سياق متصل قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الإسلام ضد فكرة تقديس الأشخاص، فالإنسان يؤخذ منه ويرد إليه، موضحة أن الرسول الأكرم لم يحظ بهذه القدسية، ذاكرة قوله تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم».
وأضافت "نصير" إن إحالة الروائية الدكتورة منى برنس، للتحقيق التأديبى بتهمة ازدراء الأديان والإساءة لعدد من شيوخ السلفية فى إحدى المحاضرات، ادعاءات لا وجود لها فى الإسلام وتؤكد اهتمام جماعة الإخوان المسلمين وباقى التيارات الدينية المتشددة بالعودة لزمن العصور الوسطى.