رئيس التحرير
عصام كامل

الأمم المتحدة تحقق في مقتل عشرات المدنيين بغارة للطيران الأفغاني

فيتو

بينما يقول الجيش الأفغاني أنه استهدف تجمعا لطالبان في قندوز، يقول شهود إن الطائرات الأفغانية شنت هجومها على حفل لتخريج أئمة وحفظة للقرآن ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم كثير من الأطفال وفتحت الأمم المتحدة تحقيقا في الأمر.

أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها تحقق في "تقارير مقلقة" عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين إثر غارة جوية للطيران الأفغاني، وقعت أمس الإثنين على مدرسة قرآنية في ولاية قندوز بشمالي شرق البلاد، ويقول مسئولون أفغان إنها تسببت في مقتل وإصابة عشرات الأطفال.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان في بيان مقتضب إن "فريق حقوق الإنسان على الأرض يجمع الحقائق. نذكر كافة الأطراف بالالتزام بحماية المدنيين من أثر النزاع المسلح".

حفل تخريج حفظة أم اجتماع لطالبان؟
وقال الحاج محمد نعيم، وهو أحد شيوخ القبائل وشهد القصف، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الثلاثاء إن الضربات الجوية التي شنتها مروحيات لسلاح الجو الأفغاني أمس الإثنين على المدرسة القرآنية خلفت أيضًا 65 مصابا، مضيفًا أن أشخاصًا معظمهم من المدنيين تجمعوا في المدرسة لحضور حفل لتخريج مرتلي وحفظة القرآن،والذي جذب طلابًا وأئمةً من أقاليم سامانجان وبغلان وتاخار وقندوز شمالي أفغانستان.

وقال شهود ومصادر أمنية إن قياديين بارزين في حركة طالبان كانوا يحضرون الحفل مع مئات آخرين في المدرسة القرآنية في بلدة داشتي ارشي، التي تسيطر عليها طالبان، عند وقوع الغارة. وقتل 59 شخصًا على الأقل، من بينهم قادة في الحركة الجهادية، على ما أفادت مصادر أمنية أفغانية وكالة فرانس برس.

وقال الشاهد عبد الله خليل لفرانس برس في مستشفى المدينة "أحصيت 35 جثة"، فيما أوضح مسئولون في وزارة الصحة أن 57 جريحا نقلوا إلى نفس المستشفى.

كما نقلت قناة "تولو تي.في" التليفزيونية الأفغانية عن مصادر محلية أن نحو 50 مدنيا قتلوا جراء القصف. ومع ذلك، أصر الجيش الأفغاني على أن الضربات الجوية لم تسفر عن مقتل أي مدنيين، وأن التجمع كان مجرد اجتماع لطالبان.

وقال غلام حضرة كريمي، وهو متحدث باسم فرقة بامير الـ 20 العسكرية العاملة في قندوز، إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من 20 من مقاتلي طالبان، من بينهم الملا برياني، وهو قيادي في المجلس الأعلى لطالبان (شورى كويتا)، وعناصر أخرى بارزة من طالبان. وقال كريمي إن ما لا يقل عن 30 عنصرا من طالبان قد أصيبوا أيضا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية محمد ردمانيش "قتل ما لا يقل عن عشرين عنصرا من طالبان بينهم قائد الوحدة الحمراء (وحدة النخبة) في المنطقة إضافة إلى عنصر كبير في مجلس شورى كويتا" مؤكدا سقوط عدد مماثل من الجرحى.

ومن ناحيته قال عبد المتين عطيفي،وهو طبيب ورئيس قطاع الصحة العامة في قندوز، إنه منذ أمس الإثنين،استقبلت مستشفيات مدينة قندوز ما لا يقل عن 30 من القتلى والمصابين،والكثير منهم من الأطفال.

وأكدت طالبان في بيان الهجوم على المدرسة القرآنية لكنها نفت عقد أي لقاء لعناصرها فيها. وقالت أن نحو 150 شخصًا، معظمهم من الأطفال، سقطوا بين قتلى وجرحى جراء الغارة.

يشار إلى أن قندوز من الأقاليم الأكثر اضطرابا في شمال أفغانستان. وسقطت عاصمة الإقليم التي تحمل الاسم نفسه في أيدي طالبان لمدة أسبوعين في عام 2015. وفي عام 2016 تسلل مسلحو طالبان مجددًا إلى العاصمة وقاتلوا قوات الأمن لعدة أيام قبل إخراجهم منها.

ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية