أقباط مصر بعد الثورة هل من جديد؟
أزمة الأقباط فى مصر أكبر من العبث السياسى الدائر حول هل يجوز تهنئتهم بأعيادهم والمشاركة فيها؟ وغيرها من الخلافات الجانبية الصغيرة التى تدلل على خلل كبير فى مفهوم المواطنة وحقوق غير المسلمين فى دول الإسلام والمؤسف والمحزن أن من يعزز هذا الاحتقان هو تيارات تدعى الإسلام وتريد تطبيق الشريعة التى أشك أنهم يعرفونها ويعلمون تعاليمها وكيف وصانا رسولنا الكريم على أقباط مصر ولن ندخل فى حقوق الأقباط فى الإسلام فهى معروفة للجميع.
السؤال الأهم وطن قامت به ثورة من أجل التغيير والحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان كيف ينقسم حول شركاء الوطن الأقباط؟ وكيف لم نرَ تغيير فى السياسات الرسمية تجاه الملف القبطى وأزماته المتعددة لأننا يجب أن نرتفع فوق الأقاويل حول هل هم أقلية أم لا فالحقيقة هم شركاء فى الوطن، ولهم كافة الحقوق، يشاركون فى تنميته ونهضته ولا يجب تعزيز خطاب العنصرية والتطرف الذى يروج له بعض الجهلاء وأشباه المتعلمين، فمصر وطن للجميع مسلم ومسيحى، متحدون فى خدمة الوطن يسعون لرفعته وازدهاره ويدافعون عنه ضد كل معتد أثيم.
وأزمات الأقباط ومشاكلهم معروفة للجميع ولكن هل تتوافر الإرادة السياسية لذلك ونذكر الرأى العام بها فى محاولة لإنقاذ نسيج المجتمع المصرى من الانقسام والتمزق ومنها :
1- إسراع الدولة فى خروج قانون بناء دور العبادة الموحد حتى تنتهى أزمة بناء الكنائس وهى أزمة يعيشها الأقباط بشكل واضح، وعملية بناء مؤسساتهم يحتاج لموافقة رئيس الجمهورية مما يشعرهم بالاضطهاد وعدم المساواة والعدل فى بناء دور العبادة الخاصة بهم.
2-أن تنتهى لغة الخطاب المتطرفة من المشهد المصرى أنهم أقلية دينية فهم شركاء فى الوطن ودورهم وتاريخهم السياسى والاقتصادى والاجتماعى واضح جدًا لمن يريد أن يفهم أن مصر وطن للجميع.
3- غياب الإدارة الأمنية للأزمات القبطية فالأمن سلاح ردع وحفاظ على الأمن وعليه تقديم الجناة للعدالة فى القضايا القبطية الكثيرة التى تنتهى بلا مدان واحد مما يشعر الأقباط بغياب واضح للعدل والقانون وليس دورة حل مشاكل دينية واجتماعية بل على مؤسسات الدولة السياسية والدينية التعاون للخروج من حالات الاحتقان الطائفى المنتشرة فى أزمة الملف القبطى.
4- دمج الأقباط بشكل واضح وعملى فى إدارة شئون البلاد عبر المناصب السيادية من نواب لرئيس الجمهورية والوزراء والمحافظون والمناصب القيادية كافة فى الدولة على أساس العلم والخبرة وليس من أجل الترضية السياسية بتعيينات صورية فى مجلسى الشعب والشورى والمجالس المتخصصة ووزير للبيئة فما حدث فى العصور الماضية يعاد تكراره فى عصر الثورة المصرية.
5- العمل على نشر قيم المحبة والأخوة بين المصريين فى المناهج الدراسية لكى نؤسس لأجيال قادمة تعزز مفهوم الوطنية المصرية وتغيب الأفكار السلبية عن الطائفية والمذهبية وغيرها من الأفكار والرؤى الهدامة التى تسعى لتمزيق المجتمع المصرى بشكل واضح.
مصر فى أزمة حقيقية وطيور الظلام يعبثون بأمن مصر فى القضية القبطية ويريدون إحداث أزمة كبرى تفجر الأوضاع فى مصر ومواجهة بين الشعب الواحد على أساس دينى لندخل فى صراع ينتهى بمطالب بتقسيم مصر وتكوين دولة للأقباط وأحذر منه وهو واقع معروف للجميع فهل نتعلم الدرس جيدًا ونرى بأنفسنا ما حدث فى السودان؟ أم يستمر الغباء السياسى والإدارة المرتعشة للرئيس فى هذه الأزمة المصيرية؟ وعلينا جميعًا العمل مسلمين وأقباط على وأد الفتنة حتى لا تضيع مصر.
dreemstars@gmail.com